Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 4-9)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هو الذي أنزل السكينة } الطمأنينة وقوة القلب وزوال الرعب ، وقيل : قوّى قلوبهم بالوعد والوعيد { ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم } ، قيل : ليزدادوا مع النصرة في الدين طاعة ، وقيل : يقيناً مع يقينهم ، وعن ابن عباس : أول ما أتاهم به النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التوحيد ، فلما آمنوا به وحده أنزل الصلاة والزكاة ثم الحج ثم الجهاد ، فازدادوا إيماناً إلى إيمانهم { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين قيل : أنصار دينه ينتقم به من أعدائه ، وهم أهل التوحيد والعدل ، كما أن المحبرة جنود الشيطان ينفون الشرعيَّة ويضيفون إلى الله تعالى ، والثاني المجاهد بالسيف لاعزاز دينه وإعلاء كلمته وهم الأنبياء أهل التوحيد والعدل لأنهم يجاهدون بالسيف ليتركوا الكفر ويؤمنوا بالله ويدينون دين الله ليدينون به وبعث أنبيائه بالدعاء إليه ، فأما أهل الحبر إذا قالوا إن الكفر خلق الله فيهم وارادته ثم يحاربون في إزالته ولا يرضون به فهم يحاربون الله حيث لم يرضوا بما خلق { وكان الله عليماً } بالأشياء { حكيماً } يفعل ما هو الصلاح { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } روي أنها لما نزلت : { إنا فتحنا } [ الفتح : 1 ] الآية قال رجل : هنالك قد بيَّن الله لنا يا رسول الله ما يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } الآية { وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً } { ويعذب الله المنافقين والمنافقات } الذين أبطنوا الكفر { والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء } ، قيل : ظنهم أن الله لا ينصر نبيه والمؤمنين ، وقيل : ظنهم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً ، أي لا يرجعوا من الحديبية سالمين { عليهم دائرة السوء } ، قيل : هو دعاء عليهم بالهلاك ، وقيل : ما يظنونه ويتربصون به بالمؤمنين فهو كائن بهم دائرٌ عليهم ، والسوء الهلاك والدمار { وغضب الله عليهم } إرادة عقوبتهم { ولعنهم } أبعدهم { وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً } أي بئس المرجع { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين { وكان الله عزيزاً حكيماً } { إنا أرسلناك } يا محمد { شاهداً } على أمتك كقوله : { ويكون الرسول عليكم شهيداً } [ البقرة : 143 ] { ومبشراً } للمطيعين بالجنة { ونذيراً } للعاصين من النار { لتؤمنوا بالله } أي جعلنا لطفاً لتؤمنوا بالله { ورسوله وتعزروه } ، قيل : تعظموه ، وقيل : تنصروه { وتوقّروه } تعظموه { وتسبّحوه } قبل الوقف على قوله : { وتوقروه } وقد تمّ ، ثم يبتدئ : { وتسبحوه } أي تنزهوا الله سبحانه ، وقيل : هو عبارة عن الدوام عن ابن كثير وأبو عمرو : لتؤمنوا وتعزروه وتوقروه وتسبحوه في الأربعة بالتاء كناية عن المؤمنين ، قال جار الله : الضمائر لله عز وجل ، والمراد تعزير الله دينه ورسوله ، ومن فرق الضمائر فقد أبعد ، وعن ابن عباس : صلاة العصر والظهر .