Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 6-16)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم } أي هلاّ نظروا إلى السماء فوقهم ، أي تفكروا ليعلموا أن لها صانعاً يقدر على البعث { كيف بنيناها } مع عظمها { وزيّناها } بالكواكب المختلفة { وما لها من فروج } من فتوق ، يعني أنها ملساء سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل { والأرض مددناها } دحوناها { وألقينا فيها رواسي } جبالاً ثوابت جعلها أوتاداً لولاها لاضطربت لحركات الناس عليها عن الحسن { وأنبتنا فيها } في الأرض { من كل زوج } صنف { بهيج } أي حسن المنظر ، يعني بهج به لحسنه { تبصرة وذكرى } ليبصر به ويتذكر كل { عبد منيب } راجع إلى ربه متفكر في بدائع خلقه { ونزّلنا من السماء ماء } قيل : من السحاب ، وقيل : من السماء { مباركاً } لعظم النفع به { فأنبتنا به جنات } وهي البساتين أي فيها الأشجار { وحب الحصيد } يعني حب كل شيء يحصد كالبر والشعير وغيرهما { والنخل باسقات لها طلع نضيد } يعني طوال في السماء ، وقوله : لها طلع نضيد يعني منضود بعضه على بعض أما أن يريد كثرة الطلع وتراكمه أو كثرة ما فيه من التمر { رزقاً للعباد } أي جعلنا ذلك رزقاً للعباد { وأحيينا به بلدة ميتاً } أي أحياها بالماء المبارك فشبَّه ما لا نبات فيه بالميت وما فيه نبات بالحي توسعاً { كذلك الخروج } يعني كما نبت الأشياء عن عدم كذلك تخرج الموتى عن قبورهم أحياء بعد موتهم { كذّبت قبلهم قوم نوح } قد تقدم قصصهم { وأصحاب الرّس } قيل : هم قوم قتلوا نبيهم ورسوه فيها ، وقيل : الرس واد بقرب المدينة ، وقيل : هم أهل البئر الذي قال الله : { وبئر معطلة وقصر مشيد } [ الحج : 45 ] { وثمود } هم قوم صالح أهلكوا بالصيحة { وعاد } قوم هود أهلكوا بالريح ، وفرعون موسى أغرق { وإخوان لوط } قلبت بهم الأرض وأرسلت عليهم الحجارة { وأصحاب الأيكة } الغيضة وقوم شعيب { وقوم تبع } إنما ذكر قومه دونه لأنه آمن ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تلعنوا تبعاً فإنه قد كان أسلم " وروي أنه كان يعبد النار فأسلم ودعا قومه وهم خمسون فكذبوه ، وقيل : هم أسعد أبي كرب أقبل من مشرق وأتى المدينة على أن يخربها فجاءه حبران فانتهى عما كان يريد ، وروي أنه لما أسلم قال : شهدت على أحمد أنه رسول الله ، وروي أنه أول من كسى البيت { كل كذّب الرسل فحقَّ وعيد } أي وجب عليهم وعيدي بالعذاب قيل : عذاب الاستئصال ، وقيل : عذاب الآخرة { أفعيينا بالخلق الأوَّل } يعني لماذا أنكروا الإِعادة ، والمعنى أنا لم نعجز كما علموا عن الخلق الأول حتى يعجزوا عن الخلق الثاني ، وقيل : الخلق الأول خلق الأشياء ، وقيل : بل خلق آدم وكانوا يقرون به وأنه من ولده { بل هم في لبس من خلق جديد } أي أتوا من قلة بكفرهم في الأدلة فبقوا في أمر ملتبس ، أي في شك من خلق جديد { ولقد خلقنا الإِنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } أي تحدث به ، يعني لا يخفى علينا سرائره { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } قيل : حبل الوريد عرق الحلق ، وقيل : عرق يتعلق بالقلب ، يعني نحن أقرب إليه من قلبه ، ومتى قيل : بأي شيء هو أقرب ؟ قلنا : بالعلم والقدرة .