Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 33-55)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا معشر الجن والإِنس إن استطعتم } أن تهربوا من قضائي وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي فافعلوا ، ثم قال : لا تقدرون على النفوذ { إلا بسلطان } يعني بقوة وقهر وغلبة وأنا لكم ذلك ونحوه ، وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء إن الملائكة تنزل فتحيط بجميع الخلائق فإذا رأوهم الجن والإِنس هربوا فلا يأتون وجهاً إلا وجدوا الملائكة أحاطت ، قيل : يكون ذلك يوم القيامة عن أكثر المفسرين ، وقيل : في الدنيا إن قدرتم أن تنفذوا هاربين من العذاب طالبين النجاة ، من أقطار أطراف السماوات والأرض { لا تنفذون } لا تنجون من العذاب { إلاَّ بسلطان } أي بحجة { يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس } كلهما بالضم والكسر والشواظ اللهب الخالص والنحاس الدخان { فلا تنتصران } فلا تمتنعان { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } كدهن الزيت أو اسم ما يدهن به كالحرم والأدم ، وقيل : الدهان الأديم الأحمر { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } وإنما لم يسألوا في ذلك اليوم لما كان قد السماء كافي عن السؤال ، قال تعالى : { يعرف المجرمون بسيماهم } بسيماء المجرمين وهو سواد الوجوه وزرقة العيون ، قال جار الله : فإن قلتَ : هذا خلاف قوله سبحانه : { فوربك لنسألنهم أجمعين } [ الحجر : 92 ] ، وقوله : { وقفوهم إنهم مسؤولون } [ الصافات : 24 ] ، قلتُ : ذلك يوم طويل وفيه مواطن فيسألون في موطن ولا يسألون في آخر ، قال قتادة : تكون المسألة ثم يختم على أفواه القوم وتكلم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، وقيل : لا يسأل عن ذنبه ليعلم من جهته ولكن يسأل سؤال توبيخ { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } قيل : يجمع ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره ، وقيل : تسحبهم الملائكة تارة فيؤخذ بالنواصي وتارة بالأقدام { هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن } يعني بين عذاب جهنم وبين حميم آن قد انتهى حره ، وقيل : هو وادي من أودية يجمع فيه صديد أهل النار { ولمن خاف مقام ربه } أي مقامه للجزاء والمحاسبة يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ، ويجوز أن يريد مقام ربه أن الله قائم عليه ، أي حافظاً فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت { جنتان } جنَّة من ذهب وجنَّة من فضة ، وقيل : من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر ترابها الكافور والعنبر ، وقيل : هما جنة عدن وجنة نعيم { ذواتا أفنان } قيل : ذواتا ألوان من النعم والفواكه { فبأي آلاء ربكما تكذبان } بهذه الجنتان أم بغيرهما { فيهما عينان تجريان } قيل : بالكرامة على أهل الجنة ، وقيل : بالماء الزلال أحدهما التسنيم والأخرى السلسبيل { فيهما من كل فاكهة زوجان } أي صنفان ، قال ابن عباس : ما في الدنيا ثمرة إلاَّ في الجنة { متكئين } أي قاعدين كالملوك { على فرش بطائنها } جمع بطانة وهو خلاف الظاهر { من استبرق } قيل : غليظ الديباج ، وقيل : هو رقيق الديباج والبطائن ، من استبرق وهو الديباج الغليظ ، قال ابن مسعود وأبو هريرة : هذه البطانة فما ظنكم بالظهارة ، وقيل لسعيد بن جبير : البطائن من استبرق مما الظاهر ؟ فقال : هذا مما قال الله : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] { وجنى الجنتين دان } أي تمرها قريبة تنالها يدي القائم والقاعد { فبأي آلاء ربكما تكذبان } بما وعد من هذه النعم أم بغيره .