Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 13-17)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يوم يقول المنافقون والمنافقات } يعني إذا رأى المنافقون نور المؤمنين يقولون لهم : { انظرونا نقتبس من نوركم } انظرونا بصلة الهمز وضم الظاء وهي قراءة نافع ومن تابعه ، يعني اصبروا لنا ، فأما بكسر الظاء وقطع الألف وهي قراءة حمزة أمهلونا لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبرق الخاطف ركاب على نوق تزف بهم وهؤلاء مشاة ، أو انظروا إلينا لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بين أيديهم فيستضيئون به { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً } طرداً لهم وتهكم بهم ، أي ارجعوا إلى الموقف إلى حيث أعطينا هذا النور فالتمسوا نوراً هناك فمن ثم يقتبس ، أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا نوراً وهو أنه لا سبيل إليه وإنما قالوه توبيخاً { فضرب بينهم بسور } الباء صلة وهو حاجز بين الجنة والنار يعني بين المؤمنين والمنافقين بحائط حيل من شق الجنة وشق النار ، وقيل : هو الأعراف ، ولذلك السور { باب } لأهل الجنة يدخلون فيه { باطنه } باطن السور والباب وهو الشق الذي يلي الجنة { وظاهره } ما ظهر لأهل النار { من قبله } من عنده ومن جهته { العذاب } وهو الظلمة والنار فيقول المنافقون عند ذلك للمؤمنين { ينادونهم ألم نكن معكم } في الدنيا نصلي ونصوم ونوافقكم في الدين { قالوا } يعني المؤمنين { بلى } كنتم معنا في الظاهر { ولكنكم فتنتم أنفسكم } بالمعاصي ، وقيل : أهلكتم أنفسكم بالنفاق { وتربّصتم } انتظرتم بالرسول والمؤمنين الدوائر { وارتبتم } شككتم في الدين { وغرّتكم الأماني } أي ما كنتم تمنون من الباطل ، وقيل : غركم طول الأمال ، وقيل : الأماني الكاذبة في الخلاص من الرسول بهلاكه وإبطال { حتى جاء أمر الله } أي كنتم على ذلك مصرّين حتى جاء الموت { وغرّكم بالله الغرور } الشيطان ، وقيل : الدنيا ، وقيل : علماء السوء { فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } أي بدل { مأواكم النار هي مولاكم } أي مصيركم { وبئس المصير } { ألم يأن } من أنى الأمر إذا جاء أناه ، أي وقته ، وقيل : نزلت الآية في المنافقين الذين أظهروا الاسلام وأسرُّوا الكفر ، وقيل : نزلت في المؤمنين عن ابن مسعود لما سألوا أن يحدثهم وكرروا نزلت ، وعن ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين ، { أن تخشع قلوبهم لذكر الله } القرآن والمواعظ { وما نزل من الحق } القرآن { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل } يعني اليهود والنصارى { فطال عليهم الأمد } الجزاء ، وقيل : ما بين زمانهم وزمان موسى ، وقيل : زمان أنبياءهم ، وقيل : الأمد الآخرة { فقست قلوبهم } واختلفوا وأحدثوا ما أحدثوا من التحريف وغيره { وكثير منهم فاسقون } وهم الذين كفروا بعيسى ومحمد ، وقيل : الذين حرفوا الكتاب { اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } أي يحييها بالنبات كذلك يحيي الموتى { قد بيَّنا لكم الآيات } الحجج على إثبات الصانع وصحة الإِعادة { إن كنتم تعقلون } .