Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 18-21)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله } أي أنفقوا في سبيله { قرضاً حسناً } قيل : هو التطوع ، وقيل : الفرائض { يضاعف لهم } الثواب لأنه دائم { ولهم أجرٌ كريم } دائم لا ينقطع ولا يَمنّ به { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } هو اسم تعظيم ومدح ، وقيل : هم الذين سبقوا إلى الإِسلام مثل علي ( عليه السلام ) وعمّه حمزة وزيد وسعد وأبو بكر وعمر { والشهداء عند ربهم } هم الأنبياء ، وقيل : العلماء ، وقيل : نزلت في المؤمنين المخلصين { لهم أجرهم } جزاؤهم عند ربهم في ظلمة القبور والقيامة { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } { اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ } يعني كاللعب في الزوال { وزينة } منظر يتزينون به لأنه يتحلى فيه أعين الناظرين { وتفاخر بينكم } يفتخر بعضكم على بعض { وتكاثر في الأموال والأولاد } يعني قسمتم همتكم بين لعب ولهو وزينة وهو طلب الملاذ والتفاخر والتكاثر وهو طلب المال وكل ذلك إلى زوال { كمثل غيث } أي سحاب ، وقيل : مطر ، وقيل : كمثل نبات أصابه غيث { أعجب الكفار } الزراع لأنه يغطي البذر بالتراب نباته من حسنه ، وقيل : المراد به الكفار لأن مثلهم يركنون إلى الدنيا ويعجبهم حسنها ولا يرون زينة الآخرة بخلاف المؤمن فإنه لا ينظر إلى زينتها ويؤثر الآخرة عليها { ثم يهيج } أي ييبس ، والهيج جفاف فيصفر بعد خضرته ، هاج الزرع يهيج هيجاً { فتراه مصفراً } من يبسه بعد خضرته { ثم يكون حطاماً } متكسراً ، وأصل الحطم الكسر { وفي الآخرة عذاب شديد } للمصرين { ومغفرة من الله ورضوانٌ } للمؤمنين والتائبين { وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور } لأنها يغتر بها لما يرى من حسن ظاهرها إذا لم يتفكر في عاقبتها { سابقوا } أي بادروا { إلى مغفرة } أي إلى الأعمال الموجبة للمغفرة من الايمان والطاعات ، وقيل : إلى التوبة ، وقيل : إلى التكبيرة الأولى { وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض } قال السدي ( رحمه الله ) : كعرض سبع سماوات وسبع أرضين ، ومتى قيل : لم ذكر العرض دون الطول ؟ قالوا : لأن عظم العرض يدل على الطول وعظم الطول لا يدل على عظم العرض ، واختلفوا في هذه الجنة فقيل : جنة الخلد ولم تحلق لأنها لما صح فيها هذا الوصف ، ومعنى أعدت أي ستعد ، ولو كانت لفنيت عن أبي علي وابن هاشم ، وقيل : بل مخلوقة ثم يفنيها ويعيدها الله تعالى يوم القيامة ويريد فيها طولاً وعرضاً عن الحسن ، وقيل : أراد جنة واحدة من الجنان { أعدَّت } هيّئت { للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } وهم المؤمنون .