Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 10-32)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولا تطع كلّ حلاّف مهين } نزلت في الوليد بن المغيرة ، وقيل : في الأخنس ، ومعناه مهين كثير الحلف بالباطل ، وقيل : الكذاب ، وقيل : الحقير الضعيف { همّاز } مغتاب { مشّاء بنميم } يسعى بالنميمة يفسد بين الناس { منّاع للخير } للإِسلام يمنع عشيرته ، وقيل : يمنع الواجبات { معتدٍ } مجاوز للحدّ غشوم ظلوم { عتلّ } فاجر لئيم ، وقيل : منافق ، وقيل : الأكول الذي همته بطنه { بعد ذلك زنيم } ، قيل : الزنيم الذي لا أصل له عن علي ( عليه السلام ) ، وقيل : قال للوليد زنمة في عنقه كزنمة الشاة ، قال : زنيم ليس يعرف من أبوه الأم ذو حسب لائم { ان كان ذا مال وبنين } { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } كتب الأولين واخبارهم ، وكان أن يجعل الأموال والأولاد داعية للشكر فجعلوا جزاءها الكفر ، وقالوا : أساطير الأولين { سنسمه على الخرطوم } ، قيل : في الدنيا أي ينال ما يبقى أثره عليهم ، وقيل : أنه ناله ذلك يوم بدر حُطِم بالسيف فبقيت سمة على خرطومه ، وقيل : أراد يوم القيامة ، وقيل : يسم الله وجه الكافر بعلامة { إنَّابلوناهم } يعني أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين قال : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف " فقحطوا ، وقيل : بلوناهم أي تعبدناهم بالشكر على نعمنا عليهم ونهيناهم عن الكفر فوضع الابتلاء موضع الأمر والنهي ، وقيل : جميع الكفار أمرناهم بالتعبد { كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين } البستان قيل : كان على فرسخين من صنعاء وكان غرسه أهل الصلاة وكان صاحب البستان يصرف حقوق الفقراء اليهم وقت الصرام فمات ، فورثه ثلاثة بنين فقالوا : المال قليل والعيال كثير فلا نستطيع أن ندفع إلى الفقراء شيئاً ، فتواعدوا يوماً للصرام ولم يستثنوا فلما أتوها رأوها مسودة ، وقيل : كانت لشيخ يطعم منها المساكين فلما مات قال بنوه : لا يدخلها اليوم عليكم مسكين شحّاً على الثمرة ، وقوله : { إذ أقسموا } أي تحالفوا بينهم { ليصرمُنّها } أي يقطعون ثمرها { مصبحين } أي وقت الصباح ، قبل علم الناس { ولا يستثنون } ولم يقولوا إن شاء الله ، وقيل : لم يستثنوا نصيب الفقراء { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون } { فأصبحت كالصريم } وقوله : { فتنادوا مصبحين } أي نادى وقت الصباح { أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين } أي قاطعين ، والحرث اسم الزرع { فانطلقوا وهم يتخافتون } يتشاورون { أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين } فقير هذا الذي يتخافتون به { وغدوا على حرد قادرين } على حرد جهدٍ من أمرهم ، وقيل : على قوة وقدر قادرين عند أنفسهم { فلما رأوها } على تلك الصفة { قالوا إنَّا لضالّون } عن الحق ، وقيل : لضالون عن الطريق ، وليس هذا بستاننا ، وقيل : في منع حق الفقراء فقال بعضهم : { بل نحن محرومون } يعني هذه جنتنا ولكن حرمنا نفقاتها وخيرها لمنع المساكين حقهم { قال أوسطهم } قيل : أعدلهم ، وقيل : أفضلهم وأصلحهم { ألم أقل لكم لولا تسبّحون } معناه تستثنون لأن الاستثناء التوكل على الله ، وقيل : هلا تسبحون الله { قالوا سبحان ربَّنا إنا كنّا ظالمين } في عزمنا حرمان المساكين { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } على ما فرط منهم { قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين } أي مجاوزين للحدّ بمنع الفقراء { عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون } وقيل : لما أخلصوا أبدلهم الله بها جنة يقال لها الحيوان ، فيها عنب يحمل البغل منها عنقوداً .