Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 33-47)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كذلك العذاب } عذاب الدنيا ينزل الله على العصاة ، وقيل : كما فعلنا بأولئك بكل ظالم كذلك العذاب { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ذلك ثم ذكر الوعد للمؤمنين فقال : { إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم } يعني في الآخرة { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } { ما لكم كيف تحكمون } يعني ما استوى هذا الحكم { أم لكم كتاب فيه تدرسون } أي كتاب تدرسون ذلك وقد قامت الحجة بذلك { إن لكم فيه لما تخيرون } { أم لكم أيمان } عهود ومواثيق { علينا بالغة } عاهدناكم فلا ينقطع ذلك العهد إلى يوم القيامة ، وقيل : البالغة اليمين بالله { إنَّ لكم لما تحكمون } في ذلك العهد يعني : يكون لكم حكمكم { سلهم } يا محمد { أيهم بذلك زعيم } قيل : كفيل ، وقيل : قائم بالحجة ، وقيل : من يكفل لهم أنه لا يعاقب العاصي ، وقيل : أن الرؤساء قالوا نحن كفولكم { أم لهم شركاء } قيل : أرباب ، وقيل : شهداء يشهدون لهم بالصدق { فليأتوا بشركائهم } يوم القيامة { إن كانوا صادقين } فيما يدعونه { يوم يكشف عن ساق } أي فليأتوا بشركائهم عن شدة من الأمر وذلك يوم القيامة ، وقيل : هو آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة لم يلق العبد يوماً أشد منه ، ومعنى أشد الأمر كما قال قد شمّرت عن ساقها فشدوا ، وجدت الحرب بكم فجدوا { ويدعون إلى السجود } قيل : هذا في الآخرة يؤمرون بالسجود فلا يمكنهم ، وقيل : يحدث في أصلابهم صلاتهم تمنع من السجود { خاشعة أبصارهم } أي خائفة متوقعة للعذاب { ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود } في الدنيا { وهم سالمون } أصحاء ، قيل : أراد إلى الصلاة المكتوبة ، وقيل : الذين تخلفوا عن الجماعات { فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث } هذا وعيد ، وقيل : جميع ما أداه اليهم { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } قيل : نأخذهم من أي طريق سلك وأين دبوا ودرجوا ، وقيل : سآخذهم إلى العقاب حالاً بعد حال ودرجة بعد درجة { وأملي لهم إن كيدي متين } أي تدبيري فيهم وإرادتي قوي لا يفوتون ، وقيل : كيدي عذابي فسماه كيداً لأنه جزاء كيدهم { أم تسألهم أجراً } هذا عطف على قوله أم لكم كتاب فيه تدرسون ، يعني أم تسألهم يا محمد هؤلاء الكفار أجراً على تبليغ الرسالة وتطمع في أموالهم طمعاً يلزمهم لزوم الدين المثقل { أم عندهم الغيب فهم يكتبون } ، قيل : أم يعلمون الغيب فيعلمون أنك غير محق فيما آتيتهم ، وقيل : أراد اللوح المحفوظ لأن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فهم يكتبون منه ، وقيل : الغيب ما في القرآن من أخبار الغيب وهي أحد أعجازه ، أي هل لكم كتاب مثل هذا القرآن حتى يكتبوا منه ما حكموا .