Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 170-174)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { والذين يمسكون بالكتاب } وهو العمل بما فيه والآية نزلت في أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : في اليهود الذين لا يحرفونه ولا يكتمونه مثل عبد الله بن سلام وأصحابه ، يعني الكتاب الذي جاء به موسى لا يحرفونه ولا يكتمونه ، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه { وأقاموا الصلاة انا لا نضيع أجر المصلحين } ، قوله تعالى : { وإذ نتقنا الجبل فوقهم } أي قلعناه ورفعناه كقوله { ورفعنا فوقهم الطور } { كأنه ظلّة } الظلّة كلّ ما أظلك من سفينة أو سحاب { وظنوا أنه واقع بهم } أي ساقط عليهم وذلك أنهم أبوا أن يقبلوا أحكام التوراة لغلظها وثقلها فرفع الله الطور على رؤوسهم مقدار عسكرهم ، وكان فرسخاً في فرسخ ، وقيل لهم : اقبلوها بما فيها وإلا ليقعن عليكم ، فلما رأوا الجبل خرّ كل رجل منهم ساجداً على حاجبه الأيسر ، ويقولون : إنها السجدة التي رفعت عنا بها العقوبة { خذوا ما آتيناكم } من الكتاب { بقوة } وعزم على احتمال الأوامر والنواهي لا تنسوه { واذكروا ما فيه } من ميثاقه وتكاليفه واذكروا التعرض للثواب العظيم { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم } ونظم الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم ذريتهم لأن الله سبحانه أخرج ذرية آدم ( عليه السلام ) بعضهم من ظهور بعض يعني على نحو ما يتولد الأبناء من الآباء ، وقوله تعالى : { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } ، قال جار الله : هذا من باب التمثيل والتخييل ، ومعنى ذلك أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته ، وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الضلالة والهدى ، فكأنه أشهدهم على أنفسهم وفورهم فقال لهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، أنت ربنا شهدنا على أنفسنا وأقررنا بوحدانيتك ، وباب التمثيل واسع في كتاب الله تعالى وفي كلام العرب ونظيره قوله تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } [ النحل : 40 ] { فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين } [ فصلت : 11 ] وقوله : { قالوا بلى شهدنا } هذا خبر عن بني آدم أنهم قالوا : بلى شهدنا أنك خالقنا وربنا ، وهو قول أكثر المفسرين { أن تقولوا يوم القيامة إنَّا كنَّا عن هذا غافلين } أي لئلا تقولوا يوم القيامة إنَّا كنَّا عن هذا غافلين غير عالمين { أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنَّا ذرِّيَّة من بعدهم } فنشأنا على طريقتهم احتجاجاً بالتقليد ، فقد قطعنا العذر بما بيّنا من الآيات { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } أي تهلكنا بما فعل آباؤنا المشركون { وكذلك نفصل الآيات } لقومك يا محمد { ولعلهم يرجعون } عن الكفر واتل عليهم يا محمد يعني على اليهود وهو كلام جار الله والذي روي في الحاكم .