Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-179)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واتلُ } يا محمد على قومك { نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان } هو عالم من علماء بني اسرائيل ، وقيل : رجل من الكنعانيين اسمه بلعم بن باعورا أوتي علم بعض كتب الله تعالى فانسلخ منها أي من الآيات بأن كفر بها ونبذها وراء ظهره ، فاتبعه الشيطان فلحقه وأدركه وصار قريباً له { فكان من الغاوين } فصار من الضالين الكافرين ، وروي أن قومه طلبوا إليه أن يدعو على موسى ومن معه فأبى ، وقال : كيف أدعو على من معه من الملائكة فألحّوا عليه ولم يزالوا حتى فعل { ولو شئنا لرفعناه بها } لعظمناه ورفعناه إلى منازل الأبرار من العلماء بتلك الآيات { ولكنه أخلد الى الأرض } مال إلى الدنيا { فمثله كمثل الكلب } فصفته التي هي مثل في الحسنة كصفة الكلب في أحسن أحواله ، وقيل : معناه ان وضعته فهو ضال كالكلب إن طردته يلهث وإن تركته على حاله يلهث ، وقيل : لما دعا بلعم على موسى خرج لسانه من فيه فوقع على صدره فجعلت تلهث كما يلهث الكلب ، وقيل : نزلت الآية في قريش ذكره الحاكم أتاهم الله الآيات فلم يقبلوها ذكره في الحاكم ، وقيل : نزلت في منافقي أهل الكتاب كانوا يعرفون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فجحدوه ، وقيل : في عالم ارتد ومال الى الدنيا ، وقيل : هو عام فيمن عرض عليه الهدى فأعرض وأبى أن يقبله { ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا } من اليهود بعدما قرأوا بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في التوراة وذكر القرآن المعجز وما فيه وبشروا الناس به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فاقصص القصص } أي قصَّ عليهم يا محمد هذا الحديث ، قيل : على بني إسرائيل ، وقيل : على قومك { لعلهم يتفكرون } ، قوله تعالى : { ساء مثلاً } أي بئس الصفة المضروب فيها المثل وروى الثعلبي أنها نزلت في رجل قد اعطي ثلاث دعوات مستجابة ، وكان له امرأة وكان له منها ولد ، فقالت : اجعل لي منها دعوة ، فقال : ما تريدين ؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل ، فدعا لها فرغبت عنه ، فدعا عليها فصارت كلبة نباحة ، فدعا الله أن يردها فردها والله أعلم { من يهدي الله فهو المهتدي } يمده بالألطاف قال تعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى } { ومن يضلل } ، قيل : بالعقوبة ، وقيل : بالترك { ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإِنس } الآية ، قال جار الله : هم المطبوع على قلوبهم الذين علم الله أنه لا لطف لهم ، وجعلهم في أنهم لا يلقون أذهانهم إلى معرفة الحق ، ولا ينظرون بعيونهم إلى ما خلق الله نظر اعتبار ، ولا يسمعون ما يتلى عليهم من آيات الله سماع تدبر ، كأنهم عدموا فهم القلوب وابصار العيون واستماع الآذان ، قال الشاعر : @ لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي @@ وإنما قال : ذرأنا لأنهم يصيرون إلى جهنم بكفرهم بربهم واللام للعاقبة ، كقوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم } [ القصص : 8 ] الآية وأنشدوا : @ أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها @@ ثم وصفهم تعالى فقال : { لهم قلوب لا يفقهون بها } أي لا يعلمون { ولهم أعين لا يبصرون بها } طريق الحق وسبيل الرشاد { ولهم آذان لا يسمعون بها } فيعرفون بذلك توحيد الله تعالى { أولئك كالأنعام بل هم أضل } في عدم الفقه والنظر للاعتبار والاستماع للتدبر ، يعني هم أضل من الأنعام عن الفقه والتدبر والاعتبار { أولئك هم الغافلون } الكاملون في الغفلة .