Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 180-187)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } يعني الأسماء التي يفيد المدح كعالم وقادر وحي وقديم وإله وسميع وبصير ، وروي في الثعلبي : أن رجلاً دعا في صلاته الرحمن فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً ، فما بال هذا يدعو ربين ؟ فأنزل الله : { ولله الأسماء الحسنى } هي الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام ونحوها ، وروي فيه أيضاً : أن لله تسعة وتسعين اسماً من حفظها كلها دخل الجنة { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } يميلون عن الحق والصواب بتسميتهم الأوثان آلهة ، وعن ابن عباس : يكذبون { وممن خلقنا أمة يهدون بالحق } ، قيل : يهدون إلى الرشد ، وقيل : يهدون به { وبه يعدلون } ، أي بالحق يميلون ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هي لأُمتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون " ، وقيل : هم مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل : هم الأنصار ، وقيل : هم العلماء والأتقياء في كل عصر { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } نزلت في المستهزئين أهلكهم الله تعالى جميعاً ، ومعنى استدراجهم من حيث لا يعلمون بأخذهم من أي طريق سلكوها حتى لا يفوت منهم أحد { وأملي لهم } أي أمهلهم ولا أعاجلهم بالعقاب { إن كيدي متين } أي عذابي شديد { أو لم يتفكروا ما بصاحبهم } وهو محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { من جنة } من جنون لأنهم قالوا : شاعر مجنون { إن هو إلاَّ نذير مبين } مخوف { أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله } فيهما { من شيء } يعني فيما يدلان عليه من عظم الملك ، والملكوت الملك العظيم ، فيعلمون أن من قدر على ذلك مع عجائب صفته قدر على البعث ، ويتدبروا فيما خلق الله تعالى { وان عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } فيهلكون { فبأي حديث بعده } أي بعد القرآن { يؤمنون } يصدقون لا حديث ينزل بعد القرآن { من يضلل الله فلا هادي له } قيل : من يحكم بضلالته بعد هذا البيان فلا أحد يحكم بهدايته ، { يسألونك عن الساعة } الآية نزلت في اليهود قالوا : يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً فانا نعلم متى هي وكان ذلك امتحاناً منهم مع علمهم أن الله تعالى قد استأثر بعلمها ، وقيل : السائلون قريش { أيان مرساها } يعني متى ومنه قول الزاجر : @ أيان تقضى حاجتي أيانا @@ مرساها أي بناؤها ، وقال ابن عباس : منتهاها ، وقيل : قيامها { قل } يا محمد { إنما علمها عند ربي } استؤثر بعلمها { لا يجليها } يطهرها ويكشفها { إلاَّ هو ثقلت في السموات والأرض } يعني ثقلت واشتدت على أهل السموات والأرض لخفائها ، وقيل : عظم وصفها على أهل السموات والأرض انتثار النجوم وتكوير الشمس { لا تأتيكم إلاَّ بغتة } فجأة على غفلة { يسألونك كأنك حفيّ عنها } أي عالم بها { قل } يا محمد { إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أن علمها عند الله حين سألوا محمداً عما لم يطلعه .