Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-193)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل } يا محمد { لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله } الآية نزلت في أهل مكة قالوا : يا محمد لا يخبرك ربك عن الرخص والغلاء فتشتري في وقت الرخص وتبتاع في وقت الغلاء فتربح ، وإذا كنت في أرض تريد أن تجدب ترحل إلى الخصيب فنزلت الآية ، إلا ما شاء الله أن أملكه بتمليكه إياي تعالى { ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء } والمضار حتى لا يمسني منها شيء ولم آل في الحروب غالبا مرة ومغلوباً مرة ومغلوباً أخرى { إن أنا إلا } عبدٌ أرسلت { نذير وبشير لقوم يؤمنون } يصدقون { هو الذي خلقكم من نفس واحدة } يعني آدم ( عليه السلام ) { وجعل منها } أي خلق منها { زوجها } وهي حوى خلقها الله من جسد آدم من ضلع من أضلاعه { ليسكن اليها } أي ليطمئن إليها ويميل { فلما تغشاها } والتغشي كناية عن الجماع { حملت حملاً خفيفاً } خف عليها لم تلق منه ما تلقى بعض الحبالى من حملهن من الكرب { والأذى فلما أثقلت } كبر الحمل في بطنها وتحرك { دعوا الله ربهما } يعني دعا آدم وحوى ربهما مالكهما الذي هو الحقيق بأن يدعى إليه قالا : { لئن آتيتنا صالحاً } وهبت لنا ولداً صالحاً في الدين { لنكونن من الشاكرين } قال في الثعلبي : وذلك أنهما أشفقا أن يكون بهيمة ، وروي فيه أيضاً : أن آدم وحوى لما أهبطا إلى الأرض ألقيت الشهوة في نفس آدم فأصابها فحملت ، فلما تحرك ولدها في بطنها أتاها ابليس فقال : ما هذا إلا ناقة أو جمل أو بقرة أو ضائنة أو ماعز ، وما يدريك ما في بطنك لعله كلب أو خنزير أو حمار ، وما يدريك من أين يخرج من دبرك فيقتلك أو من عينك أو أذنك أو من فيك أو ينشق بطنك ، فخافت حوى ، فقال : أطيعيني وسميه عبد الحرث وكان اسمه في الملائكة الحارث تلدين ، فذكرت ذلك لآدم ( عليه السلام ) فقال : لعله صاحبنا الذي قد علمت ، فلم يزل بهما حتى سمياه عبد الحرث ، وروي عن ابن عباس أيضاً : كانت حوى تلد لآدم ( عليه السلام ) فتسميه عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن ونحو ذلك فيصيبهم الموت ، فأتاهما ابليس فقال : إن شئتما يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحرث ، فولدت إبناً فسماه عبد الحرث { فلما آتاهما } ما طلباه من الولد الصالح السوي { جعلا له شركاء } أي جعلا أولادهما له شركا على حذف المضاف وإقامة المضاف اليه مقامه وكذلك { فيما آتاهما } أي أتى أولادهما ، ويدل عليه قوله تعالى : { فتعالى الله عما يشركون } وآدم وحوى يريان من الشرك ومعنى اشركهم فيما أتاهم تسميتهم أولادهم بعبد العزى وعبد مناة وعبد شمس وما أشبه ذلك مكان عبد الله وعبد الرحمن { أيشركون ما لا يخلق شيئاً } ، قيل : الأوثان يعني كفار مكة فإن الأوثان لا تخلق شيئاً ولا تقدر عليه ، وقيل : الشمس وسموا عبد شمس وهذا إنكار وتقريع { وهم يخلقون } يعني الشمس لا تخلق شيئا حتى يكون لها عبداً وإنما هي مخلوقة ، وقيل : أولاد آدم { ولا يستطيعون لهم نصراً } يعني هذه الأوثان لا يقدرون على معونتهم على عدوهم { ولا أنفسهم ينصرون } يدفعون عن أنفسهم مكروهاً { وان تدعوهم إلى الهدى } ، قيل : ان تدعو المشركين إلى الهدى { لا يتبعوكم } ، وقيل : المراد الأصنام يعني ادعوا هذه الأصنام إلى الهدى ، إلى ما هو هدى ورشاد ، والمعنى ان تطلبوا منهم كما تطلبون من الله تعالى من الخير والهدى { لا يتبعوكم } إلى مرادكم ومطلبكم ولا يجيبونكم كما يجيبكم الله تعالى ويدل عليه قوله تعالى : { فادعوهم } الآية .