Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 194-200)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم } استهزاء بهم ، وإنما قيل : إنما سميت الأوثان عباد إلا أنها مملوكة لله تعالى ، وقيل : صارت مخلوقة أمثالكم ، وقوله تعالى : { أَلَهُمْ أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها } أي ليس لهم أي للأوثان هذه الحواس فأنتم أفضل منهم فلم عبدتموهم ؟ روي ذلك في الحاكم عن أبي علي ، { قل } يا محمد { ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون } روي أن المشركين خوفوه بآلهتهم فأجابهم بذلك ، يعني ادعوا الأوثان ثم كيدون بأجمعكم ، أي أمكروا بي فلا تنظرون أي لا تؤخروا لتعلموا أن كيدكم لا يضرني لأن الله تعالى يدفع عني { إن وليي الله } أي ناصري وحافظي { الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين } ، قوله تعالى : { والذين تدعون من دونه } يعني الأصنام { لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون } ، قيل : الأوثان ، وقيل : الكفار لا ينصرون أنفسهم ولا معبودهم { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون } ، قيل : هم عباد الأوثان ينظرون إليك كأنهم لا يبصرونك كراهة النظر إليك ، وبغضاً منهم لك لأنهم لا يتأملون حقائق ما ينظرون اليه من آيات الله ومعجزات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين } ، قيل : لما نزلت الآية سأل جبريل فقال : لا أدري حتى أسأل ، ثم رجع فقال : يا محمد ان ربك يقول : أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك ، وتعفوا على من ظلمك ، وعن جعفر الصادق ( عليه السلام ) : " أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها " { واعرض عن الجاهلين } يعني لا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم ، وقال بعضهم في قوله : { واعرض عن الجاهلين } نسختها آية السيف { وإما ينزغنَّك من الشيطان نزغ } أي يعرض لك ويصيبك من وسوسة في خلاف ما أمرت به { فاستعذ بالله } أي استجر بالله من نزغه ، { إنه سميع عليم } .