Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 42-49)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا نكلف نفساً إلا وسعها } طاقتها وسعتها { ونزعنا } أي أذهبنا { ما في صدروهم من غل } غش وحقد وعداوة ، وقيل : هو الحسد { تجري من تحتهم الأنهار } أي من تحت أبنيتهم { وقالوا الحمد لله الذي هدانا } أي وفقنا وأرشدنا { لهذا } يعني لطريق الجنة { لولا أن هدانا الله } أي وفقنا { ونودوا أن تلكم الجنة } يناديهم مناد من جهة الله تعالى أن تلكم أي هذه { أورثتموها } أعطيتموها ، وقيل : صارت لكم إرثاً كما يصير المال الميراث لأهله ، وقيل : ورثتم منازل الكفار التي حرموها لكفرهم ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لكل مكلف موضع في الجنة فإذا كفر أعطي منزله المؤمن " { بما كنتم تعملون } فيقسم بين أهل الجنة منازلهم { قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً } من الثواب { فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً } من العقاب { قالوا نعم } وهو سؤال توبيخ وشماتة وتقرير وإلاَّ فالجميع عالمون بذلك { فأذن مؤذن بينهم } أي نادى منادٍ من جهة الله تعالى أسمع الفريقين ، قوله تعالى : { أن لعنة الله على الظالمين } يعني وجبت لعنة الله يعني عذابه { الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً } يعني يصدون عن دين الله ويطلبونها زيغاً وميلاً { وبينهما حجاب } أي بين الفريقين ، قيل : بين أهل الجنة وأهل النار وهو السور المذكور ، قوله تعالى : { فضرب بينهم بسور } { وعلى الأعراف رجال } وعلى ذلك الحجاب رجال وهو السور المضروب بين الجنة والنار وهي أعاليه ، استعير من عرف الفرس أو عرف الديك فسمي أعرافاً لارتفاعه ، وقيل : لأن أهله يعرفون الناس { رجال يعرفون } أهل الجنة وأهل النار ، قيل : هم ملائكة يرون في صور الرجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار ، وروي عن ابن عباس أن الأعراف موضع عالٍ على الصراط عليه العباس وجعفر وحمزة وعلي ( رضي الله عنهم ) يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسوادها ، وقيل : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم { يعرفون كلاًّ بسيماهم } أي يعرفون كل أحد بعلامته قيل : سيماء أهل الجنة ببياض الوجوه وحسن العيون وسيماء أهل النار بسواد الوجوه وزرقة العيون { لم يدخلوها وهم يطمعون } يعني أهل الأعراف ، وقيل : أهل الجنة قبل أن يدخلوها وهذا طمع يقين ، قوله تعالى : { أهؤلاء الذين أقسمتم } أهؤلاء استفهام والمراد التوبيخ واختلفوا في القائل : أهؤلاء الذين أقسمتم ؟ فقيل : هم أصحاب الأعراف يقولون : أهؤلاء يعني أهل الجنة الذين أقسمتم حلفتم يا أهل النار انهم { لا ينالهم الله برحمة } ، وروي : أنهم ينادون على السور علي ( عليه السلام ) وأصحابه يا وليد يا أبا جهل يا فلان يا فلان ثم ينظرون إلى أهل الجنة فيرون الفقراء الذين كانوا يشتمون فقالوا : أهؤلاء الذين أقسمتم في الدنيا ، وقيل : هو كلام أهل الجنة ، وقيل : كلام الملائكة ثم يقال لأصحاب الجنة : { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } .