Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 54-61)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كدأب آل فرعون } أي كعادتهم وطريقتهم في التغيير والتكذيب { والذين من قبلهم } من كفار الأمم المتقدمة { فأهلكناهم بذنوبهم } بعضاً بالرجفة وبعضاً بالخسف وبعضاً بالمسخ وبعضاً بالريح وبعضاً بالماء ، وكذلك أهلكنا كفار بدر بالسيف { الذين عاهدت منهم } الآية نزلت في بني قريظة نقضوا عهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأعانوا أهل مكة بالسلاح فعاهدوا الثانية فنقضوا وأعانوا المشركين يوم الخندق وركب كعب بن الأشرف إلى مكة فحالفهم على مخالفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيل : نزلت في مشركي العرب { وهم لا يتقون } أي لا يخافون الله في نقض العهود { فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم } يعني ان ظفرت بهم فشرد بهم من خلفهم نكل بهم تنكيلاً من ورائهم ، وقيل : أهل مكة واليمن { لعلهم يذكرون } فافعلوا ذلك رجاء منكم أن يتذكروا أي يعتبر بها أمثالهم { واما تخافن } يا محمد { من قوم خيانة } يعني من قوم بينك وبينهم عهود خيانة نقض عهد مما يظهر لك منهم كما ظهر لك من بني قريظة وبني النضير { فانبذ اليهم } أي اطرح اليهم عهدهم { على سواءٍ } وهذا من نصيحات القرآن ، ومعناه فأخبرهم وأعلمهم قبل حربك إياهم إنك فسخت العهد بينك وبينهم ، قال جار الله : على سواء أي على طريق مستو قصد { ان الله لا يحب الخائنين } { ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون } قيل : الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد غيره الذين كفروا قيل : هو عام لجميع الكفار ، وقيل : هم الذين قادوا يوم بدر ، سبقوا يعني فاتوا ، تم الكلام ، ثم استأنف الكلام فقال : انهم لا يعجزون الله تعالى في الدارين ، وقيل : لا يعجزونك وإن فاتوا يوم بدر فستدركهم في غيره ، وقيل : لا يفوتون { واعدوا لهم ما استطعتم من قوة } يعني من الآلات التي تكون لهم قوة عليهم من الخيل والسلاح ، وقيل : الرمي { ومن رباط الخيل } : الأثاث { ترهبون } تخوفون { به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم } ، قيل : هم أهل فارس ، وقيل : المنافقون ، وقيل : بني قريظة ، وقيل : كفرة الجن ، وروي في الخبر أن الشيطان لا يقرب صاحب فرساً ولا داراً فيها فرس ، وروي أن صهيل الخيل ترهب الجن { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم } يدخر لكم ويوفر جزاؤه { وإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها } ، قيل : الصلح ، وترك الحرب ، وقيل : الى الإسلام ، والآية منسوخة بقول اقتلوا المشركين ، وقوله : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } [ التوبة : 29 ] وكان ذلك قبل نزول براءة ، وقيل : الأمر موقوف على ما يراه الإِمام من صلاح الإِسلام وهو الصحيح .