Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 12-17)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألا تقاتلون قوماً نكثوا ايمانهم } الآية نزلت في مشركي قريش وقيل : في اليهود نكثوا عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكفروا ، يعني نكثوا ايمانهم التي حلفوها في المعاهدة { وهمُّوا بإخراج الرسول } من مكة حين تشاوروا في أمره بدار الندوة حتى أذن الله له بالهجرة { وهم بدأوكم أول مرة } أي وهم الذين كان منهم البدأة بالمقاتلة لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاءهم بالكتاب المبين وتحداهم به فعدلوا عن المعارضة لعجزهم عنها إلى القتال ، فهم المبتدؤن بالقتال فما يمنعكم من أن تقاتلوهم وأن تصدموهم بالشر كما صدموكم ؟ { قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم } قتلاً { ويخزهم } أسراً { وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين } نزلت في خزاعة ، وقال ابن عباس : بطون من اليمن قدموا مكة فأسلموا ، فلقوا من أهلها أذى شديداً ، فبعثوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يشكون إليه فقال : " أبشروا فإن الفرج قريب " { ويتوب الله على من يشاءُ } ، قال جار الله : ابتداء كلام وإخبار بأن من أهل مكة من يتوب عن كفره ، فكان ذلك فقد أسلم ناس منهم وحسن إسلامهم { أم حسبتم أن تتركوا } والمعنى أنكم لا تتركون على ما أنتم عليه حتى يتبين المخلص منكم ، وهم الذين جاهدوا في سبيل الله والخطاب للمؤمنين لما شق على بعضهم القتال فأنزل الله تعالى : { أم حسبتم } الآية يعني ظننتم أنكم تتركون عن الجهاد فلا يعرض عليكم القتال { ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم } والمخلصين الذين { لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة } ، قال جار الله : الوليجة فعيلة من ولج كالدخيلة من دخل يعني بطانة من الذين يضادّون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين { ما كان للمشركين } أي ما صحَّ لهم وما استقام { أن يعمروا مساجد الله } يعني المسجد الحرام لقوله : { وعمارة المسجد الحرام } وأما قراءته بالجمع ففيها وجهان : احدهما أن يريد المسجد الحرام ، وقيل : مساجد لأنه قبلة المساجد كلها فعامره كعامر جميع المساجد ، والثاني أن يريد حسن المساجد { شاهدين على أنفسهم بالكفر } وظهور كفرهم أنهم نصبوا أصنامهم حول البيت وكانوا يطوفون عراة ، ويقولون : لا نطوف عليها بثياب قد أصبنا فيها المعاصي ، وكلما طافوا شوطاً سجدوا ، والآية نزلت في العباس بن عبد المطلب ، وقيل : في العباس وفي طلحة بن شيبة صاحب الكعبة أسرى يوم بدر ، وعيّر بالشرك وقطيعة الرحم فقال العباس : لعلكم تذكرون مساوئنا ولا تذكرون محاسننا ، فقالوا : وهل لكم محاسن ؟ فقالوا : نعم ، إنَّا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : { أولئك حبطت أعمالهم } التي هي الحجابة والعمارة والسقاية .