Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 18-24)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنما يعمر مساجد الله } ، قيل : جميع المساجد ، وقيل : مسجد الكعبة وعمارتها بلزومها والعبادة فيها ، وتلاوة القرآن ، وذكر الله ، ومدارسة العلم ، وقيل : القيام بأمرها وعمارتها والوجه الأول ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يأتي آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقا ذكرهم الدنيا وحب الدنيا ، فلا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة " وجاء في الحديث : " الحديث في المسجد الحرام يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش " ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من ألف المسجد ألفه الله تعالى " ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان " ، وعن أنس : من أسرج في مسجد سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في المسجد ضوؤه { فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } وعسى من الله واجب فتقديره : فهم المهتدون { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } ، روي أن المشركين قالوا لليهود : ونحن سقاة الحاج وعمار المسجد الحرام ، أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه ؟ فقالت اليهود : أنتم أفضل ، فنزلت الآية ، وقوله : { كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله } الآية نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم } الآية يعني : { أعظم درجة } من أهل السقاية والعمارة { وأولئك هم الفائزون } لا أنتم والمختصون بالفوز دونكم ، وقيل : نزلت في علي ( عليه السلام ) والعباس وطلحة بن شيبة تفاخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية ، وقال علي ( عليه السلام ) : " لقد صليت إلى القبلة قبل الناس وأنا صاحب الجهاد " ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية المتقدمة من قوله تعالى : { أجعلتم سقاية الحاج } ، وقيل : لما نزلت الآية قال العباس : إذا نرفضها يا رسول الله ؟ فقال : " أقيموها فإن لكم فيها خيراً " يعني ثواباً { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان } ، قيل : أراد الموالاة في الدين { ومن يتولَّهم منكم } فيطلعهم على سرائر المسلمين وترك طاعة الله تعالى { فأولئك هم الظالمون } { قل } ، يا محمد { إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم } بالنسب { وأزواجكم وعشيرتكم } أقاربكم { وأموال اقترفتموها } اكتسبتموها ، وعن ابن عباس : الآية في المهاجرين خاصة كان قبل فتح مكة ، من آمن لم يقبل إيمانه إلاَّ بأن يهاجر ويصارم أقاربه الكفرة ويقطع موالاتهم ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا يطعم أحدكم طعم الايمان حتى يحب في الله أبعد الناس ويبغض في الله أقرب الناس إليه " { ومساكن ترضونها } فتسكنونها ، وقيل : هي القصور { أحب إليكم من الله } من الجهاد والهجرة { فتربَّصوا } انتظروا ، وفيه وعيد وزجر عظيم { حتى يأتي الله بأمره } ، قيل : العذاب أما معجلاً وأما مؤجلاً ، وقيل : بقضائه ، وقيل : بالموت ، وعن ابن عباس : هو فتح مكة ، وعن الحسن : عقوبة عاجلة ، وهذه آية شديدة لا أشد منها ثم عقب تعالى بعد ذلك في قصة حنين .