Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 6-11)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره } أي استجار بك يعني ممن أمرت بقتله أي استأمنك بعد الأشهر فأمنه { حتى يسمع كلام الله } ، قيل : اراد القرآن ، وقيل : براءة لأن فيها البراءة من المشركين والأمر بقتالهم ونبذ العهد اليهم { ثم أبلغه مأمنه } بعد ذلك داره الذي يأمن فيها إن لم يسلم ثم قاتله إن شئت من غير عذر ولا خيانة وهذا الحكم ثابت في كل وقت ، وعن الحسن : هي محكمة إلى يوم القيامة وهو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعن السدي وأصحابه هي منسوخة بقوله : { قاتلوا المشركين } [ التوبة : 36 ] { ذلك } أي ذلك الأمر بالإجارة في قوله : فأجره بسبب { أنهم قوم لا يعلمون } ما الاسلام وما حقيقة ما يدعو إليه فلا بد من إعطائهم الأمان حتى يسمعوا ويفقهوا الحق { كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله } كيف استفهام والمراد به الانكار أي لا يكون لهم عهد مع ما ظهر من غدرهم ونكثهم { إلاَّ الذين عاهدتم عند المسجد الحرام } نزلت في قوم من بني كنانة ، وقيل : هم بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو الديل دخلوا في عهد قريش في الحديبية فلما نقضت قريش أمرنا تمام العهد لمن لم ينقض ، وهذا أصوب الأقوال ، الآية نزلت عند فتح مكة قاله الحاكم وأراد بالمسجد الحرام : مسجد مكة { فما استقاموا لكم } على العهد { فاستقيموا لهم } على مثله { كيف وإن يظهروا عليكم } أي كيف يكون لهم عهد وحالهم أنهم إن يظهروا عليكم بعدما سبق لهم من توكيد الايمان والمواثيق لم ينظروا في حلف ولا عهد { لا يرقبوا } أي لا يحفظوا { فيكم إلاًّ } بألسنتهم ، قيل : عهداً ، وقيل : يميناً { ولا ذمَّة } يعني عهداً { يرضونكم بأفواههم } يعطونكم بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم { وتأبى قلوبهم } أي تأبى الإِيمان { اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا فصدوا عن سبيله } الآية نزلت في أبي سفيان ، وقيل : في قوم من اليهود دخلوا في العهد ونقضوا والآية لائقة بهم لأنهم حرفوا وبدلوا { لا يرقبون في مؤمن إلاًّ } ، قيل : عهداً ، وقيل : يميناً وإنما كرر تأكيداً للحجة ، وقيل : الأول في صفة المنافقين الناقضين للعهد والثاني صفة لليهود { وإن نكثوا ايمانهم } أي نقضوا العهد { وطعنوا في دينكم } عابوه { فقاتلوا أئمة الكفر } ، قيل : نزلت الآية في أبي سفيان بن حرب والحرث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد ، وقيل : فارس والروم ، وقيل : علماء الضلال لأنهم القادة { إنهم لا أيمان لهم } أي لائقون بما يحلفون ، وقيل : لا وفاء لهم بالعهد وقرئ لا إيمان لهم أي لا إسلام أو لا يعطون الأمان بعد الردة { لعلهم ينتهون } أي قاتلوهم راجين انتهاءهم ، وقيل : ينتهون عن الطعن في الدين أو عن الكفر .