Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-5)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأذان من الله ورسوله } أي إعلام من الله ومن رسوله ، وهذا عام لجميع الناس ، من عاهد ومن لم يعاهد ، ومن نكث { يوم الحج الأكبر } يوم عرفة ، وقيل : يوم النحر ، وقد تقدم كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وإعلامه الناس يوم الحج الأكبر ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يوم عرفة يوم الحج الأكبر " ووصفه بالأكبر لأن العمرة بشهر الحج الأصغر ، وجعل الوقوف هو الحج الأكبر لأنه معظم واجباته ، ولأنه إذا فات فات الحج ، وإن أريد به يوم النحر فلأنه يفعل فيه أفعال الحج فهو الحج الأكبر ، وعن الحسن : سمي يوم الحج لاجتماع المسلمين والمشركين { فإن تبتم } من الكفر والغدر { فهو خير لكم وإن توليتم } عن التوبة أو تبتم عن التولي والإعراض عن الاسلام { فاعلموا أنكم غير } سابقين { الله } ولا فائتين عن أخذه وعقابه { إلاَّ الذين عاهدتم من المشركين } ، قيل : الاستثناء واقع من قوله : { براءة من الله ورسوله } في العهد الذي كان ، وقيل : هو عام ، وقيل : هم حي من كنانة قال ابن عباس : بقي لهم من عهدهم تسعة أشهر { ثم لم ينقصوكم شيئاً } من شروط العهد ، وقيل : لم ينقصوا شيئاً من مدة العهد بالخيانة { ولم يظاهروا } أي لم يعاونوا { عليكم } أيها المؤمنون { أحداً } من عدوكم بالنفس والمال { فأتمُّوا اليهم عهدهم إلى مدتهم } أجلهم الذي وقعت المعاهدة عليه { فإذا انسلخ الأشهر الحرم } كقولهم الجرد قيل : الأربعة الأشهر : ثلاثة سرد وواحد فرد القعدة والحجة ومحرم ورجب ، وروي ذلك جماعة من المفسرين وهو أيضاً قول أبي علي ، وقيل : هي شهور العهد وسميت حرماً لأنه تعالى حرم فيها القتال ، وقيل : هي عشر من ذي القعدة إلى عشر من ربيع الأول وسميت حرماً لأن ابتداءها في أشهر الحرم { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } ، قيل : في الحل والحرم { وخذوهم واحصروهم } أي قيدوهم وامنعوهم التصرف في البلاد ، وعن ابن عباس : حصروهم أن يحال بينهم وبين المسجد الحرام { واقعدوا لهم كل مرصد } أي كل طريق { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } أي دعوهم يحجوا معكم ويسرفوا في دار الاسلام لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين .