Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 120-124)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } والأمَّة السيد في الخير ؛ يعلّم الخير ويفقه الناس ويبصّرهم معالم دينهم وسبل رشادهم ، أي : إنه كان في الخير إماماً . { قَانِتاً } أي : مطيعاً لله . كان إمام هدى يقتدي به ، ويؤخذ عنه . وقال مجاهد : { كَانَ أُمَّةً } أي : كان وحده مؤمناً والناس كفاراً . { قَانِتاً } أي : مطيعاً لله . ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن معاذ بن جبل كان أمة . وقال ابن مسعود : إن معاذاً كان يعلّم الخير ؛ وكل من يعلّم الخير فهو أمة ، وهو إمام ، وهو القائد الذي يُقتَدَى به . { حَنِيفاً } أي : مخلصاً { وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ } . { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ } أي : للنبوة ، اختاره لها واصطفاه ، واجتبى واصطفى واختار واحد . { وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي : إلى الجنة . قوله : { وَءَاتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً } وهو كقوله : { وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا } [ العنكبوت : 27 ] . ذكر بعضهم قال : ليس من أهل دين إلا وهم يَتَوَلَّوْنَهُ أي : يرتضونه . قال : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الأَخِرِينَ } [ الصافات : 108 ] أي : وأبقينا عليه الثناء الحسن في الآخرين . قال : { وَإِنَّهُ فِي الأَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } والصالحون أهل الجنة ، وأفضلهم الأنبياء . قوله : { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يا محمد { أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ } قال بعضهم [ استحلّه بعضهم وحرّمه بعضهم ] { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } وحكمه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الجنة ويدخل الكافرين النار . وقال الكلبي : إن موسى أمر قومه أن يتفرّغوا إلى الله في كل سبعة أيام يوماً يعبدونه ولا يعملون فيه من صنعتهم شيئاً ، والستة أيام لصنعتهم ؛ فأمرهم بالجمعة فاختاروا هم السبت وأبوا إلا السبت . فاختلافهم أنهم أبوا الجمعة واختاروا السبت . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نحن الآخرون السابقون ، ذلك بأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم . وهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له ، فاليوم لنا [ يعني الجمعة ] وغدا لليهود [ يعني السبت ] ، وبعد غد للنصارى [ يعني الأحد ] "