Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 91-92)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ } يعني المؤمنين ، على السمع والطاعة . { وَلاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } أي : بعد توكيد العهد ، يقول : بعد تشديدها وتغليظها { وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } . قال الحسن : عهد الأنبياء ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً ، يقول : وقد تكفّل الله لكم بالجنة إن تمسّكتم بدينه . قوله : { وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً } أي : تنكثون العهد ، يعني المؤمنين ، ينهاهم عن ذلك . قال : فيكون مثلكم ، إن نكثتم العهد ، كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ، أي : من بعد ما أبرمته ، فنقضته بعد ما كان غزلاً قوياً ، { أَنْكَاثاً } أي : عن العهد . قال : { وَلاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } وهو تقديم ، وفيه إضمار . قال : { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ } أي : عهدكم { دَخَلاً بَيْنَكُمْ } أي : خيانة وغدراً ، كما صنع المنافقون الذين خانوا الله إذ نقضوا الأَيمان فقالوا ولم يعملوا ، وتركوا الوفاء بما أقروا لله به . والدخل هو الخيانة . { أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ } أي : أكثر من أمة . يقول فتنقضوا عهد الله لقوم هم أكثر من قوم . وقال بعضهم { أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ } أي : [ أن يكون قوم ] أعز من قوم . وقال بعضهم : يقول : العهد بين الناس فيما وافق الحق . والمرأة التي ضربت مثلاً في غزلها كانت حمقاء تغزل الشعر ، فإذا غزلته نقضته ، ثم عادت فغزلته . وتفسير مجاهد قال : هذا في الحلفاء ؛ كانوا يحالفون الحلفاء ، ثم يجدون أكثر منهم وأعزَّ ، فينقضون حلف هؤلاء ، ويحالفون الذين هم أعز ؛ فنهوا عن ذلك . قوله : { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ } أي : بالكثرة ، يبتليكم ، يختبركم { وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } أي : من الكفر والإِيمان .