Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 15-19)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي : على نفسه . { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أَخْرَى } أي : لا يحمل أحد ذنب آخر . قوله : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } قال الحسن : لا يعذب قوماً بالاستئصال حتى يحتجّ عليهم بالرسل . كقوله : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً } [ القصص : 59 ] . وكقوله : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] يعني الأمم التي أهلك الله بالعذاب . قوله : { وَإذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } أي : أكْثَرْنَا جَبَابرتَها . قال الحسن : جبابرة المشركين فاتَّبعهم السفلة { فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ } أي : الغضب { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } . وكان ابن عباس يقرأها : { أَمَرْنا مُتْرَفِيهَا } ، مثقلة ، من قبل الإِمارة . كقوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } [ الأنعام : 123 ] . وكان الحسن يقرأها : { آمرنا } ، وهي أيضاً من الكثرة . وبعضهم يقرأها : { أمرنا } أي : أمرناهم بالإِيمان ففسقوا فيها ، أي : أشركوا ولم يؤمنوا . قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } وهو كقوله : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ } إلى آخر الآية . [ إبراهيم : 9 ] . قوله : { مَّن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ } [ وهو المشرك الذي لا يريد إلا الدنيا ، لا يؤمن بالآخرة ] { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً } أي : في نقمة الله { مَّدْحُوراً } مطروداً مباعداً عن الجنة في النار . قوله : { وَمَنْ أَرَادَ الأَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا } أي : عمل لها عملها { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي : وهو مُوَفٍّ بالقول والعمل { فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم } أي : عملهم { مَّشْكُوراً } أي : يثيبهم الله به الجنة .