Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 60-62)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } أي : ولا ينقصون من حسناتهم شيئاً . قال عز وجل : { جَنَّاتِ عَدْنٍ } ذكروا عن ابن عباس قال : عدن بطنان الجنة ، وبلغنا أن الجنان تنسب إليها ، وقال الحسن : عدن اسم من أسماء الجنة . قوله : { التِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبَادَهُ بِالغَيْبِ } أي : وعدهم في الدنيا الجنةَ في الآخرة ، والغيب : الآخرة في قول الحسن . وقال بعضهم في قوله عز وجل : { يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } [ البقرة : 3 ] أي : بالبعث وبالحساب . وبالجنة وبالنار . وهذا كله غيب . وقال عز وجل : { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأتِيّاً } أي جائياً . قوله : { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } أي في الجنة { لَغْواً } قال بعضهم : كذباً . وقال بعضهم : باطلاً ، وقال بعضهم : معصية ، وهو نحو واحد . وقال بعضهم : حَلِفاً ، أي : إذا شربوا الخمر ، كما يحلف أهل الدنيا إذا شربوا . قوله عز وجل : { إِلاَّ سَلاَماً } أي إلا خيراً . وقال بعضهم : يسلم بعضهم على بعض . قوله عز وجل : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قال بعضهم : ولهم رزقهم فيها كل ساعة ، والبكرة والعشي ساعتان من الساعات ، وليس ثمَّ ليل ، وإنما هو ضوء ونور . قال بعضهم : بلغنا أنه يعني ساعتي الغداء والعشاء ، وليس ثمّ بكرة ولا عشية ، قال : وبلغنا أنه إذا مضى ثلاث ساعات أتوا بغدائهم ، وإذا انقضت ثلاث ساعات أتوا بعشائهم . ومقدار النهار اثنتا عشرة ساعة في عدد نهار الدنيا . ذكروا عن سعيد بن المسيّب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجنة بيضاء تتلألأ ، وأهلها بيض ، لا ينام أهلها ، وليس فيها شمس ولا قمر ، ولا ليل يظلم ولا حر ولا برد يؤذيهم " . ذكر الحسن قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة آخرهم دخولاً ، فيقال له : انظر ما أعطاك الله . فيفسح له في بصره ، فينظر إلى مسيرة مائة سنة كله له . ليس فيه موضع شبر إلا وهو عامر قصور الذهب والفضة وخيام اللؤلؤ والياقوت . فيها أزواجه وخدمه ، يغدى عليه كل يوم بسبعين ألف صحفة من ذهب ، ويراح عليه بمثلها ، في كل واحدة منها لون ليس في الأخرى ؛ يأكل من آخرها كما يأكل من أولها ، لو نزل به الجن والإنس في غداء واحد ، أو قال : في غداة واحدة ، لأوسعهم ، ولا ينقص ذلك مما عنده شيئاً . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده أسفل أهل الجنة منزلة الذي يسعى بين يديه سبعون ألف غلام ، ما منهم غلام إلا وبيده صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها مثله ، يجد طعم أولها كله وآخرها ويجد لذة آخرها كطعم أولها لا يشبه بعضها بعضاً . ثم قال : ألا تسألوني عن أرفع أهل الجنة درجة ؟ قالوا : بلى . قال : والذي نفسي بيده إن أرفع أهل الجنة درجة للذي يسعى عليه مائة ألف غلام ، ما منهم غلام إلا وبيده صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها مثله ، ويجد طعم أولها كما يجد طعم آخرها ، لا يشبه بعضها بعضاً . وإن أدنى أهل الجنة منزلة للذي له مسيرة ألف سنة ، ينظر إلى أقصاها كما ينظر إلى أدناها ، وقصوره درة بيضاء وياقوتة حمراء ، مطردة فيها أنهارها ، وفيها ثمارها متدلية " .