Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 113-115)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَكَذلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ } أي : من يعمل كذا فله كذا ، فذكره في هذه السورة ، ثم في سورة أخرى : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِث لَهُمْ ذِكْراً } أي : القرآن . وهي تقرأ بالياء والتاء . فمن قرأها بالياء فهو يقول : ( أَوْ يُحدِثُ لَهُمُ القُرْآن ذِكْراً ) أي : جدّاً وورعاً . ومن قرأها بالتاء فهو يقول : أو تحدث لهم يا محمد ذكراً . قوله : { فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ } . تعالى من باب العلو ، أي : ارتفع الله الملك الحق ، والحق اسم من أسماء الله . { وَلاَ تَعْجَلْ بِالقُرْءَانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } أي بيانه . وقال الحسن : ( وَحْيُهُ ) أي فرائضه وحدوده وأحكامه ، وحلاله وحرامه . وكان النبي عليه السلام إذا نزل عليه الوحي جعل يقرأه ويذيب فيه نفسه مخافة أن ينساه . فأنزل الله : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة : 16 - 17 ] أي : نحن نحفظه عليك فلا تنسى . قال الله : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللهُ } [ الأعلى : 6 - 7 ] وهو قوله : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } [ البقرة : 106 ] أي : ينسيها نبيَّه عليه السلام ، قال تعالى : { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [ القيامة : 18 ] . أي : فرائضه وحدوده والعمل به . وقال مجاهد : { وَلاَ تَعْجَلْ بِالقُرْءَانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } أي : لا تتله على أحد حتى نتمّه لك . قال عزّ وجلّ : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْما } . قوله عزّ وجلّ { وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ } يعني ما أمر به ألاَّ يأكل من الشجرة . { فَنَسِيَ } يعني : فترك العهد ، يقول : فترك ما أمِر به . { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } أي : صبراً .