Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 116-123)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عزّ وجلّ : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلآ إِبْلِيسَ أَبَى } أن يسجد { فَقُلْنَا يَآءَادَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى } أي : إنكما إن عصيتما الله أخرجكما من الجنة ، فتشقى ، أي في الدنيا ، بالكدح فيها . وقال بعضهم : ( فَتَشْقَى ) أي تأكل من عمل يديك وعرق جبينك . { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا } أي : في الجنة { وَلاَ تَعْرَى } كانا كسيا الظفر . { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا } لا تعطش فيها { وَلاَ تَضْحَى } أي : لا تصيبك الشمس . أي : ما لم تعص . قال عزّ وجلّ : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ : يَآءَادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى } أي إنك إن أكلت من الشجرة خلدت في الجنة ، وهو كقوله عزّ وجلّ : { مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلآ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ } [ الأعراف : 20 ] يقول : إذا أكلتما من الشجرة تحوّلتما ملكين من ملائكة الله ، أو كنتما من الخالدين الذين لا يموتون . ذكر بعضهم قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة عام ما يقطعها . قيل : أي شجرة هي ؟ قال : شجرة الخلد . قوله عز وجل : { فَأَكَلاَ مِنْهَا } فبدأت حواء قبل آدم في تفسير الكلبي . { فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } ذكر الحسن عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان آدم رجلاً طوالا كأنه نخلة سحوق ، جعد الرأس . فلما وقع به ما وقع بدت له عورته ، وكان لا يراها قبل ذلك . فانطلق هارباً في الجنة ، فأخذت شجرة من شجر الجنة برأسه ، فقال لها : أرسليني . فقالت : لست بمرسلتك . فناداه ربه : يا آدم ، أمني تهرب ؟ فقال : رب إني أستحييك " . قوله عزّ وجلّ : { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ } أي : وجعلا يخصفان ، أي يرقعان من ورق الجنة كهيئة الثوب . قال عز وجل : { وَعَصى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } يعني المعصية ، ولم يبلغ بالمعصية الضلال . { ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ } وهو قوله : { فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ } [ البقرة : 37 ] و { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ } [ الأعراف : 23 ] . قال عز وجل : { فَتَابَ عَلَيْهِ } أي : من ذلك الذنب { وَهَدَى } أي : مات على الهدى . { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } . وقد فسّرناه في سورة البقرة . { فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ } [ أي رسلي وكتبي ] { فَلاَ يَضِلُّ } أي في الدنيا { وَلاَ يَشْقَى } أي في الآخرة .