Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 52-61)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إِذْ قَالَ } إبراهيم { لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ } أي : الأصنام { الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } أي : لها عابدون . { قَالُوا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } . { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي : بيّن . { قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ } أي : أهزؤ هذا الذي جئتنا به أم حق منك ؟ . { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الذِي فَطَرَهُنَّ } أي : خلقهن وليست هذه الآلهة التي تعبدونها { وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ } أي : أنه ربكم . { وَتَاللهِ } يمين ، أقسم به { لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } . كانوا استدعوه ليوم عيد لهم يخرجون فيه من المدينة ، فـ { قَالَ : إِنِّي سَقِيمٌ } [ الصافات : 89 ] أي : اعتلّ لهم بذلك ، ثم قال لما ولّوا : { وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } . فسمع وعيدَه لأصنامهم رجل منهم استأخر . وهو الذي قال : { سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } . قال عزّ وجل : { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } أي : قطعاً قطعاً ؛ قطع أيديها وأرجلها ، وفقأ أعينها ، ونجر وجوهها . { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } أي أكبر الآلهة وأعظمها في نفوسهم ؛ ثم أوثق الفأس في يد كبير تلك الآلهة . { لَعَلَّهُمْ إلَيْهِ يَرْجِعُونَ } أي كادهم بذلك لعلّهم يبصرون فيؤمنوا . فلما رجعوا ورأوا ما صُنِع بأصنامهم { قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَآ إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } قال الذي استأخر منهم وسمع وعيد إبراهيم للأصنام { سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ } [ أي : يعيبهم ] { يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } أي : أنه كسرها ، فتكون لكم الحجة عليه ؛ كأنهم كرهوا أن يأخذوه إلا ببيّنة . فجاءوا به .