Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 10-11)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } قال بعضهم في قوله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [ يونس : 58 ] قال : فضل الله الإِسلام ، ورحمته القرآن . وقال بعضهم : ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ ) يعني ولولا منّ الله ( عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) رحمته ها هنا : نعمته ، أي : لأهلك الكاذب من المتلاعنين . { وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ } على من تاب من ذنبه { حَكِيمٌ } أي : في أمره ، إذ جعل للمتلاعنين متاباً ومرجعاً . قوله : { إِنَّ الذِينَ جَآءُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ } أي : جماعة منكم . قال بعضهم : هذا كان في شأن عائشة وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأخذ الناس في الرحيل ، فانقطعت قلادة لها ، فطلبتها في المنزل ومضى الناس . وقد كان صفوان بن المعطل تخلّف عن المنزل قبل ذلك . ثم أقبل فوجد الناس قد ارتحلوا ، وهو على بعيره . فإِذا هو بعائشة ، فجاءها ببعيره وولاّها ظهره حتى ركبت . ثم قاد بها ، فجاء بها وقد نزل الناس . فتكلّم بذلك قوم واتَّهَمُوها . بلغنا أن عبد الله بن أُبَي بن سلول وحسّان بن ثابت ومسطحاً وحمنة بنت جحش هم الذين تكلّموا في ذلك ثم شاع ذلك في الناس . فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد منهم الحد . وقوله : { إِنَّ الذِينَ جَآءُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ } يعني هؤلاء . ثم قال تعالى : { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم } يعني عائشة وصفوان ، يعني ما قيل فيهما { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُم } أي : من الذين قالوا ما قالوا { مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ } أي ما اقترف من الذنب على قدر ما أشاع . { وَالذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ } أي : الذي بدأ به { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } قال بعضهم : هو مسطح ، فذهب بصره و هو العذاب العظيم . وقال بعضهم : هو عبد الله ابن أبيّ بن سلول المنافق ، له عذاب عظيم ، أي : جهنم ، فلا أعظم من ذلك .