Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 68-73)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبْلُ } أي : فلم نبعث . فهذا قول مشركي العرب ، أي : قد وعدت آباؤنا من قبل بالبعث كما وعَدَنا محمد ، فلم نرها بعثت . يعني من كان من العرب على عهد موسى . وقد كان موسى يومئذ حجة على العرب ، وهو قوله : { قَالُوا لَوْلآ } أي : هلاَّ { أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى } يعنون محمداً . يقولون : هلاّ أعطي محمد مثل ما أعطي موسى من قبل . قال الله : { أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سَاحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } [ القصص : 48 ] يعنون موسى ومحمداً . أي : كفروا بهم جميعاً . وقال بعضهم : يعنون موسى وهارون . قوله : { إِنْ هَذَآ إِلآ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي : كذب الأولين وباطلهم . قال الله للنبي عليه السلام : { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ } أي : المشركين . كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار ، أي : فاحذروا أن ينزل بكم من عذاب الله ما نزل بهم ، يعني المشركين . قوله : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي : إن لم يؤمنوا . كقوله : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [ فاطر : 8 ] { وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } أي : لا يضيق عليك أمرك مما يمكرون بك وبدينك فإن الله سينصرك عليهم ويذلّهم لك . قوله : { وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الوَعْدُ } الذي تعدنا به من عذاب الله { إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } . قال الله للنبي عليه السلام : { قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } أي : اقترب لكم في تفسير مجاهد . وقال بعضهم : اقترب منكم ، أي : دنا منكم { بَعْضُ الذِي تَسْتَعْجِلُونَ } قال الحسن : بعض الذي تستعجلون من عذاب الله . يعني قيام الساعة التي يهلك الله بها آخر كفار هذه الأمة . قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } فبفضل الله خلق الكافر ، وبفضله يتقلّب في الدنيا ، يأكل ويشرب { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } أي : من لا يؤمن ؛ ومنهم من يشكر ، وهو المؤمن .