Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 58-61)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } كقوله : { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ } [ النحل : 112 ] أي : فأهلكناهم ، يعني من أهلك من القرون الأولى . { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الوَارِثِينَ } كقوله : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا } [ مريم : 40 ] . قال : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى } أي : معذبهم ، يعني هذه الأمة { حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَاتِنَا } وأمها : مكة ، هي أم القرى . والرسول : محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } وقال في آية أخرى مدنية في النحل بعد هذه الآية : { وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَت ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً } ، والرغد ألا يحاسبها أحد بما رزقها الله { مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ } أي : كفر أهلها ، وهي مكة { فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ } محمد صلى الله عليه وسلم { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } أي : وهم مشركون . قوله { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي : الجنة . { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين . ثم قال على الاستفهام : { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً } أي : الجنة { فَهُوَ لاَقِيهِ } أي : داخل الجنة { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المُحْضَرِينَ } أي : في النار ، أي : إنهما لا يستويان ، أي : لا يستوي من يدخل الجنة ومن يدخل النار . وبعضهم يقول : نزلت في النبي عليه السلام وأبي جهل .