Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 62-65)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } أي : في الآخرة ، يعني المشركين { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي : في الدنيا أنهم شركائي ، فَأَشْرَكتموهم في عبادتي . { قَالَ الذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ } أي : الغضب ، يعني الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان { رَبَّنَا هَؤُلآءِ الذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ } أي : أضللناهم { كَمَا غَوَيْنَا } أي : كما ضللنا { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } أي : سلطان كان لنا عليهم استكرهناهم به ، وإنما دعوهم بالوسوسة كقول إبليس : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } [ إبراهيم : 22 ] ، وكقوله في قولهم : { وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ } [ الصافات : 30 ] وكقول الله : { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ } [ سبأ : 21 ] … إلى آخر الآية . وكقوله : { مَآ أنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } [ الصافات : 162 ] أي : بمضلّين { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ } [ الصافات : 163 ] . قال : { وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَآءَكُمْ } يعني الأوثان { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا العَذَابَ } أي : ودخلوا العذاب { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ } [ أي : لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا ما دخلوا العذاب . وبعضهم يقول : لَو أنَّهُمْ كَانُوا مُهْتَدِينَ ] أي : في الدنيا كما أبصروا الهدى في الآخرة ما دخلوا العذاب ، وإيمانهم في الآخرة لا يقبل منهم . قوله : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني المشركين { فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } يستفهمهم ، فيحتجّ عليهم ، وهو أعلم بذلك ، ولا يسأل العبادَ عن أعمالهم إلا اللهُ وحده .