Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 16-20)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِبْرَاهِيمَ } أي : وأرسلنا إبراهيم إلى قومه ، وهذا تبع للكلام الأول في نوح : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ } قال : { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ } أي : وحدوه { وَاتَّقُوهُ } أي : واخشوه { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } . { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ } أي : وتصنعون { إِفْكاً } أي : كذباً . قال : { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ } أي : فابتغوا عند الله الرزق بأن تعبدوه وتشكروه يرزقكم . قال : { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي : يوم القيامة . قوله : { وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } أي : فأهلكهم الله ، يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم إن لم يؤمنوا . قال : { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ المُبِينُ } أي : ليس عليه أن يكره الناس على الإِيمان . كقوله : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لأَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ } يقوله على الاستفهام ، { حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [ يونس : 99 ] أي : إنك لا تستطيع أن تكرههم ، فإنما يؤمن من أراد الله أن يؤمن . وكقوله : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [ القصص : 56 ] . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ } أي : بلى ، قد رأوا أن الله خلق الخلق ، قال : { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يعني يوم البعث ، يخبر أنه يبعث العباد ، والمشركون لا يقرّون بالبعث . قال : { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } أي : خلقهم وبعثهم . ثم قال للنبي عليه السلام : { قُلْ } لهم : { سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ } أي : حيثما ساروا رأوا خلق الله الذي خلق . قوله : { ثُمَّ اللهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ } أي : الخلق الآخر ، يعني البعث ، أي : إن الله خلقهم وإنه يبعثهم . { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } .