Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 30-34)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ } أي : مثل عذاب الأمم الخالية . [ ثم أخبر عن يوم الأحزاب ] فقال : { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } فالدأب الفعل ، أي : إني أخاف عليكم مثل عقوبة فعلهم ، وهو ما أهلكهم الله به ؛ يحذر قومه . قال : { وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ } . { وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ } قال بعضهم : يوم ينادي أهل الجنة أهل النار : { قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } [ الأعراف : 44 ] ، وينادي أهل النار أهل الجنة : { أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } [ الأعراف : 50 ] . وتفسير الكلبي : { يَوْمَ التَّنَادِ } ، مشدّدة ، أي يوم الفرار يوم يندّون كما يندّ البعير . قال ألا تراه يقول : { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } أي : يوم الفرار . وتفسير مجاهد : { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } ، أي : فارّين غير معجزين . وقال بعضهم : { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } أي : يوم ينطلق بهم إلى النار . { مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } أي : يعصمكم ، أي : من مانع يمنعكم من عذابه . { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي : يهديه . قوله : { وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ } [ أي : من قبل موسى ] { بِالْبَيِّنَاتِ } أي : بالهدى ، والبينات : الحق . { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } . أي : إنه لم يكن برسول ، فلن يبعث الله من بعده رسولاً ، كقول مشركي العرب للنبي عليه السلام : { يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } [ الحجر : 6 ] ، وكقول فرعون : { إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ الشعراء : 27 ] أي : فيما يدّعي . قال : { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } أي : مشرك { مُّرْتَابٌ } أي : في شك من البعث ، أي : يضله الله بشركه وتكذيبه وشكّه .