Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 31-37)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ } يقوله للمشركين ، أي : وما أنتم بالذين يسبقوننا حتى لا نبعثكم ثم نعذبكم { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ } أي : يمنعكم من عذابه { وَلاَ نَصِيرٍ } أي : ينتصر لكم . قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ } أي : السفن ، كقوله : { وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } [ الحج : 65 ] قال : { فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ } أي : كالجبال ، وهي كقوله : { وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ } [ الرحمن : 24 ] ، وهي السفن إذا كان عليها قلوعها . قوله : { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ } يعني السفن { رَوَاكِدَ } أي : سواكن { عَلَى ظَهْرِهِ } أي : على ظهر البحر . قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي : لكل مؤمن . قال : { أَوْ يُوبِقْهُنَّ } أي : يغرقهن ، يعني السفن ، أي يغرق أهلها { بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } . قال : { وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا } يعني المشركين يجحدون بها { مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ } أي : من ملجأ يلجأون إليه من عذاب الله . قوله : { فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } يعني المشركين { فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي : ينفد ويذهب { وَمَا عِندَ اللَّهِ } في الآخرة ، يعني الجنة { خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي : يبقى ، وما في الدنيا يذهب { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } . قوله : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ } أي : ويجتنبون الفواحش ، وقد فسّرنا ذلك في سورة النساء . قال : { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } . كان هذا بمكة قبل الهجرة يغفرون للمشركين ، كقوله : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ } [ الجاثية : 14 ] ، وهو منسوخ ، نسخه القتال ، فصار ذلك العفو فيما بين المؤمنين .