Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 53-57)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { فَلَوْلاَ } أي : فهلا ، يقوله فرعون { أُلْقِيَ عَلَيْهِ } أي : على موسى { أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ } تفسير الحسن : كنز . أي مال من ذهب { أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } أي جماعة الملائكة يمشون جميعاً عياناً يصدّقونه بمقالته أنه رسول الله . قال الله عز وجل : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } أي : عاصين . { فَلَمَّا آسَفُونَا } أي : أغضبونا { انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ } . قال مجاهد : يقول : فجعلنا كفارهم سلفاً لكفار أمة محمد عليه السلام { وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ } [ أي : عبرة لمن بعدهم ] . قوله عز وجل : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } [ أي : يضحكون في قراءة من قرأ بكسر الصاد ؛ ومن قرأها برفعها فهو من الصدود ؛ أي : يفرّون ] . تفسير الكلبي قال : لما نزلت { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [ الأنبياء : 98 ] قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقابل الكعبة فقرأ هذه الآية ، فوجد منها أهل مكة وجداً شديداً . فدخل عليهم ابن الزبعرى الشاعر ، وقريش يخوضون في ذكر هذه الآية فقال : أمحمد تكلم بهذا ؟ قالوا : نعم . فقال والله لئن اعترف لي بهذا لأخصمنّه . فلقيه فقال : يا محمد ، أرأيت الآية التي قرأت آنفاً ، أفينا وفي آلهتنا نزلت خاصة ، أم في الأمم وآلهتهم معنا ؟ فقال : لا ، بل فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم . فقال : خصمتك والذي يحلف به . قال بعضهم : خصمتك ورب الكعبة . أليس تثني على عيسى ومريم والملائكة خيراً ، وقد علمت أن النصارى يعبدون عيسى وأمه ، وأن طائفة من الناس يعبدون الملائكة ، أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتضاحكت قريش وضجّوا . فذلك قول الله عز وجل : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } أي : من الصدود .