Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 13-15)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي : إنهم لم يؤمنوا بالله ورسوله فيوفوا بما عاهدوا عليه ويكملوا فرائض الإيمان بالقول والعمل . قال : { فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا } أي : فهم كفار ، وقد اعتدنا للكافرين سعيراً . فسمّاهم كافرين إذ لم يكملوا فرضه ويوفوا بعهده في القول والعمل . وقال في آية أخرى : { أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ … } إلى آخر الآية . [ الحشر : 11 ] . قوله عز وجل : { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء } أي : إنه لا يشاء أن يغفر إلا لمن تاب من الشرك وبرىء من النفاق ، ويعذّب من أقام على شركه ونفاقه حتى يموت عليه ، وهو قوله : { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } فيبقوا على نفاقهم { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } [ الأحزاب : 24 ] فيرجعوا عن نفاقهم . وقد أخبر بعد أنهم لا يرجعون عن نفاقهم ، وقد فسّرناه في الآية الأولى . قال : { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } . قوله عز وجل : { سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا } وهم المنافقون يقولونه للمؤمنين { ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ } وهذا حين أرادوا أن يخرجوا إلى خيبر ؛ أحبوا الخروج ليصيبوا من الغنيمة ، وكان الله وعدها النبي عليه السلام ، فلم يترك النبي عليه السلام أحداً من المنافقين أن يخرج معه إلى خيبر ، أمره الله بذلك ، وإنما كانت لمن شهد بيعة الرضوان يوم الحديبية . قال تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } أي : لن تخرجوا معنا { كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ } لا تخرجوا . وإنما قال الله ذلك في براءة حيث قال : { فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا } [ التوبة : 83 ] . فذلك قوله عزّ وجل : { لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ } . { فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا } أي : إنما تمنعوننا من الخروج معكم للحسد . قال الله عز وجل : { بَلْ كَانُوا لاَ يَفْقَهُونَ } عن الله { إِلاَّ قَلِيلاً } أي : إلا التوحيد الذي قِبَلهم . وقال الكلبي : هم الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انطلق إلى الحديبية من الأعراب وغيرهم .