Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 73-73)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } أي : للنار الكبرى . قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ناركم هذه التي توقدون . إنها جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة . قالوا يا رسول الله إن كانت لكافية . قال : فإنها فضلتها تسعة وستين جزءاً . ولقد ضرب بها في الماء مرتين " . ذكروا عن سلمان الفارسي قال : النار سوداء مظلمة ما يضيء لهبها ، ثم قرأ هذه الآية : { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } [ الأنبياء : 100 ] . ذكر الحسن قال : كان عمر بن الخطاب إذا هم أن يوقد النار [ أوقد ] ثم يدني أصبعه منها فيقول : يا ابن الخطاب ، ألك على هذا صبر ؟ . ذكر بعضهم قال : فما ظنكم عباد الله بعبد قد جعلت في عنقه سلسلة محماة تحرق ما ظهر من جسده وما بطن ؛ فلو أن حلقه من تلك السلسلة وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص ، فكيف بابن آدم ، وهي عليه وحده . ثم يطمس وجهه على دبره ، ويجمع ما بين ناصيته وقدمه ، وقرن معه شيطانه ، تنازعهم الأغلال في حميم ، فبئس القرناء قرنوا معه . فويل لابن آدم حين هو مسود الوجه ، بادىء العورة ، ذليل الجسد ، كاسف البال ، آيس من كل خير ، مستيقن من كل شر ، تسحبه الملائكة بالسلاسل في نار تغلي على القطران ، والقطران يغلي على جسده . قال تعالى : { وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ } أي : يستمتعون بها . والمقوون المسافرون في تفسير الحسن . وقال بعضهم : المقوي المسافر المرمل . والمرمل الذي قد ذهب زاده . وقال مجاهد : المقوون المستمتعون .