Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ } . قال الحسن : هذا في القتال ؛ كانوا يكونون في مصافّهم فيجيء الرجل فيقول : وسّعوا ، ولا يوسّعون له ، كلهم يرغب في الشهادة ، فأنزل الله : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ } أي إذا قيل انهضوا إلى قتال عدوكم فانهضوا . ونظيرها في سورة آل عمران . { وَإِذْ غَدَوْتَ مِن أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } [ آل عمران : 121 ] والمقاعد والمجالس واحد . وتفسير مجاهد : يعني مجلس النبي عليه السلام { وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ } إلى كل خير من قتال عدو ، أو أمر معروف ما كان . وتفسير الكلبي : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي المَجَالِسِ } أي : مجلس النبي عليه السلام { فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ } أي : ارتفعوا إلى الصلاة وإلى ما سواها من الخير فارتفعوا . قال : { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } أي : في الجنة { وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } أي : على الذين آمنوا الذين ليسوا بعلماء . ذكروا عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال : العالم أفضل من المجاهد ؛ يقول الله عز وجل : { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ } فقد دخل فيهم المجاهد ، قال : { وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } أي : على غيرهم . وبلغنا عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام أو التابعين قال : أفضل الناس العلماء والشهداء ، أما العلماء فأخبروا بما جاءت به الرسل ، وأما الشهداء فإنهم قاتلوا على ما جاءت به الرسل . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فضل العالم أحب إلي من فضل العابد . قيل له : لِمَ ؟ قال : لأنه أورع لله عن محارمه " . ذكروا عن بعضهم قال : موت العالم أحب إلى إبليس من موت ألف عابد . ذكروا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : معلِّم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر . ذكر الزهري قال : ذهب أبي بن كعب ليركب ، فأمسك له ابن عباس الركاب فقال له : مه يا ابن أخي . فقال له ابن عباس : إن الله يحب أن يعظم حق خيار المسلمين . وبلغنا أن النظر في وجه الفقيه عبادة . ذكروا عن ليث بن أبي سليم عن عبد الله بن أبي سليم عن عمار بن ياسر قال : ثلاثة لا يَستخِفّ بحقّهم إلا منافق : الإِمام المقسط ، وهو إمام الهدى ، وذو الشيبة المسلم ، ومعلّم الخير . ذكروا ن أبي الدرداء قال : ويل لمن لا يعلم مرة ، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات . ذكروا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه " . ذكروا عن أنس بن مالك أن رجلاً تجر مصارنه في النار يتأذى أهل النار من نتنه . قيل له : من هو ؟ قال : من علم علمه ولم يعمل به . ذكروا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقول لرجل كان عالماً : ما صنعت فيما آتيتك ؟ فيقول : بيّنت علمي وعبدتك حتى جاءني الموت . فيقول : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان عالم ، فلان مصل ، وقد قيل ذلك ، اذهبوا به إلى النار " . ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من تعلّم العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه فله النار " . ذكروا بعضهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يبتغ العلم أو الحديث ليحدّث به الناس لم يرح رائحة الجنة " . ذكروا عن أبي هريرة أنه قال : إن أخوف ما أخاف يوم القيامة أن يقال : يا عويمر ، قد علمت ، فماذا عملت فيما علمت . يحيى عن الخليل بن مرة عن عمران القصير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي " .