Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 6-9)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ } هذا قول الله عز وجل في تفسير الحسن . قال : يقلبون عليهم وسوستهم في الضلال { فَزَادُوهُمْ } بإقبالهم عليهم { رَهَقاً } أي : ضلالاً إلى ضلالهم . وتفسير الكلبي أن رجالاً من الإِنس كان أحدهم في الجاهلية إذا كان مسافراً ، فإذا أمسى في الأرض القفر الموحشة نادى : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيمسي في جواره وفي منعته حتى يصبح ، { فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } ، أي إن الإِنس زادت الجن لتعوّذهم بهم ، رهقاً ، أي : إثماً . قال مجاهد : فهم الجن الكفار . { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ } يعني المشركين من الجن { كَمَا ظَنَنتُمْ } يعني المشركين من الإِنس { أَن لَّن يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً } أي : يجحدون البعث . قوله : { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } هذا قول الجن ، يعنون من كان يفعل ذلك منهم ، وهم المردة من الجن . { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا } أي : من السماء { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } [ اي : حفظة تمنع من الاستماع ] وقوله : ( لِلسَّمْعِ ) أي للاستماعِ من الملائكة خبراً من أخبار السماء ؛ فأما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يستمعوه . ذكروا عن أبي رجاء العطاردي قال : كنا قبل أن يبعث النبي عليه السلام ما نرى نجماً يرمى به . فبينما نحن ذات ليلة إذا النجوم قد رمي بها . فقلنا ما هذا ؟ إن هذا إلا أمر حدث . فجاءنا أن النبي عليه السلام قد بعث . فأنزل الله تعالى هذه الآية في سورة الجن : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } .