Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 14-14)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثم جَعَلْناكم } عطف على أهلكنا ، والخطاب لأهل مكة أو للعموم { خَلائِف فى الأرْضِ مِنْ بَعْدهم } اختباراً لكم { لننْظُر } أى نعلم علما ، كما يعاين أحدكم الشئ ببصره فيعلمه ، وذلك إشارة إلى إظهار غاية العدل إذ كان يعامل العباد معاملة من كان يطلب العلم بما عملوا ، مع أن علمه أزلى عام لا يزيد ولا ينقص ، وقيل لنبين فى الوجود ، وقرأ يحيى بن الحارث لنظر بادغام النون الثانى فى الظاء ، وقال إنه رآها كذلك فى مصحف عثمان . { كَيفَ } حال من الواو بعدها ، وفيها دلالة على أن المعتبر فى الجزاء حالة الفعل وكيفيته ، لا هو من حيث ذاته ، ولذلك ترى الفعل الواحد يحسن تارة ويقبح أخرى ، ويحسن فى حق إنسان ويقبح فى حق آخر { تعْملُون } فتجازوا عليه خيراً أو شراً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدنيا حلوة خضراء وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " أى احذروا فتنة الدنيا والنساء ، وجملة تعملون مفعول ننظر ، وعلقه عن العمل اسم الاستفهام وهو كيف ، ومعنى تعليقه هنا تعطيله عن نصب المفرد ، مع أنه الأصل إلى نصب محل الجملة ، وليست كيف مفعول به للنظر ، لأن لها الصدر بل لم تكن مفعولا به فى كلام العرب قط .