Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 19-19)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما كانَ النَّاسُ إلا أمةً واحِدةً } على الإسلام ، وذلك على عهد آدم عليه السلام { فاخْتلفُوا } إسلاماً وكفراً حين قتل قابيل هابيل ظلماً ، وذلك أيضا على عهد آدم ، وقيل كانوا أمة متفقة على الإسلام إلى زمان نوح عليه السلام ، فاختلفوا فبعثه الله تعالى ، ولا يرد على هذا ذكر قابيل ونحوه من الشواذ . وقيل المراد أنهم فى سفينة نوح ، وبعد الخروج منها أمة متفقة على الإسلام ، واختلفوا بعد ذلك ، وذكر بعضهم أن المراد أنهم العرب ، كانوا على الإسلام من لدن إبراهيم الخليل ، إلى أن غيره عمرو بن يحيى أبو خزاعة ، رحل إلى الشام ، فرأى العماليق يعبدون الأصنام ، فأعجبه ذلك فقال ما هذه الأصنام التى أراكم تعبدونها ؟ قالوا هذه أصنام نستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ، فقال أعطونى منها صنما أسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ، فأعطوه صنما يقال له هبل ، فنصبه بمكة ، وأمر بتعظيمه وعبادته . وقيل إن أول ما كانت عبادة الأحجار فى بنى إسماعيل ، كانوا لا يظعنون عن مكة فضاقت فتفرقوا فى البلاد ، وما ظعن منها أحد إلا حمل معه حجراً من الحرم تعظيماً له ، فحيث ما نزل وضعه وطاف به كالكعبة ، وأفضى ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحسنوا من الحجارة . وقيل المراد أنهم أمة واحدة ، حين خرجوا من ظهر آدم كالذر ، متفقون على الإسلام ، واختلفوا بعد ذلك فى أزمنتهم كفراً إيماناً ، وقيل اتفاقهم على الإسلام حين ولادة كل ، فإن كل مولود قد ولد على الإسلام حتى يكون أبواه يعلمانه الضلال ، وقيل المراد اتفاقهم على الكفر حتى بعث الله الرسل بعد الفترة ، فاختلفوا فبعض أصر على الكفر ، وبعض أسلم ، فلا تطمع يا محمد فى أن يكونوا كلهم مؤمنين ، فإنهم كانوا أولا على الكفر ، والإسلام حادث فيهم ، وهذا تسلية ، وهذا قول الحسن وطائفة ، وقيل الأمة الواحدة آدم ، وقيل آدم وحواء . { ولَوْلا كَلمةٌ سبقَتْ } نعت لا خبر ، وأجاز بعضهم ذكر الخبر بعد لولا إذ كان كونا خاصا ، وحذفه إذا دل عليه دليل ، وأوجب ذكره إن لم يدل عليه ، فعلى هذا يجوز كون سبقت خبراً { مِنْ ربِّك } إن رحمتى سبقت غضبى ، أو إن الحكم بينهم يوم القيامة لا قبله ، أو إن الثواب والعقاب فيه لا قبله . { لقُضِىَ بيْنَهُم } حكم بينهم فى الدنيا بإهلاك المبطل وإبقاء المحق ، أو بإدخاله النار ، والمحق الجنة { فِيما فيهِ يخْتلفُون } من الدين ، وقرأ عيسى بن عمرو لقضا بالألف بعد الضاد ، وفتح القاف والضاد .