Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 23-23)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فلمَّا أنْجاهُم } منها { إذَا هُم يبْغُون } يجاوزون الحد بالشرك والمعاصى والفساد ، وقرن جواب لما فى هذه الآية ونحوها بإذا ، مما يقوى مذهب ابن مالك فى إجازة قرنه بالفاء ، وحمل ما ورد منه على ظاهره { فى الأرْضِ بغَيْر الحقِّ } تأكيداً للبغى ، فإنه فى الشرع لا يكون إلا بغير الحق ، ولو كان بحسب اللغة يطلق أيضا على مجاوزة العدل إلى الإحسان ، والفرض إلى النقل ، وهدم دور الكفرة ، وإحراق زروعهم ، وقطع شجره كما فعل صلى الله عليه وسلم بقريظة ونحو ذلك ، مما هو مجاوزة بحق ، وقد يعتبر هذا المعنى اللغوى وهو مطلق المجاوزة لشىء أو إفساده ، فيقيد بقوله { بغير الحق } ليفهموا . { يا أيُّها النَّاسُ إنَّما بغْيكُم عَلى أنفُسِكم } لأن إثمه عليكم ، فصح الإخبار لأنه عليكم ، أو يقدر مضاف ، أى إنما وبال بغيكم على أنفسكم ، وذلك مبتدأ وخبر { مَتاعُ الحيَاةِ الدُّنْيا } خبر ثان ، أى أنه على أنفسكم ، وأنه منفعة لهذه الحياة لا تبقى ، والباقى عقابها ، أو خبر لمحذوف ، أى هو متاع الحياة الدنيا ، أو ذلك متاع الحياة الدنيا ، ويجوز أن يتعلق { على أنفسكم } ببغيكم ، على أن المعنى بغى بعضكم على بعض ، وذلك أنهم جنس واحد ، فيكون الخبر هو قوله { متاع } وقرأ حفص بنصب متاع ، فيكون الخبر محذوفا ، أى مذموم أو ضلال ، وعلى يتعلق ببغيكم ، أو الخبر { على أنفسكم } أو أنفسكم ومتاع مفعول مطلق نوعى لا مؤكد ، كما قيل ، إلا إن أريد أنه مؤكد لمعنى الجملة قبله ، أى تمتعون أو تتمتعون متاع الحياة الدنيا ، حذف عامله أو مفعول به لبغيكم استعمالا له بمعنى الطلب ، أو لمحذوف دل عليه البغى ، أى تطلبون متاعها ، وذلك قراءة حفص عن عاصم ، وكذا قرأ هارون عن ابن كثير ، وقرأ ابن أبى إسحاق متاعاً الحياة الدنيا بنصبهما وتنوين الأول ، فالحياة ظرف زمان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمكر ولا تعن ماكراً ، ولا تبغ ولا تعن باغياً ، ولا تنكث ولا تعن ناكثاً " وتلا الآية . وقال صلى الله عليه وسلم " أسرع الخير ثوابا صلة الرحم ، وأعجل الشر عقابا البغى واليمين الفاجرة " وروى " اثنتان يعجلهما الله فى الدنيا ، البغى ، وعقوق الوالدين " وعن ابن عباس لو بغى جبل لدك الباغى ، وكان المأمون يتمثل بهذين البيتين فى أخيه @ يا صاحب البغى إن البغى مصرعه فاربع بخير فعال المرء أعدله فلو بغى جبل يوماً على جبل لا ندك منه أعاليه وأسفله @@ ويقال من سلب نعمة غيره ، سلب غيره نعمته ، وعن على بن أبى طالب يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ، وعن محمد بن كعب ثلاث من كن فيه كن عليه البغى والنكث والمكر . { ثمَّ إليْنا مَرْجِعكُم } فى القيامة ، أو بالبعث { فنُنبئكُم } وقرأت سرقة بالتحتية ، أى فينبئكم الله على طريق الالتفات { بما كُنتُم تَعْملون } فيجازيكم عليه ، أو التنبئة كناية عن المجازات والدنيا وأنال منها الإنسان ما أراد من بغى ولذة هى كما قال الله سبحانه .