Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-28)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويَومَ } أى واذكر يوم { نحْشُرهم } أى يجمع الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم من مواضعهم وقبورهم المتفرقة ، وقرأت فرقة يحشرهم بالمثناة التحتية ، أى الله { جَمِيعاً } حال مؤكدة { ثم نقُولُ للذِينَ أشْركُوا } منهم ، وإن أعدنا الهاء إلى الكفار فقط ، فالذين موضوع موضع ضمير ليذكر شركهم لشركائهم ، وما يناسب ذلك ، ومفعول أشركوا محذوف ، أى أشركوا بالله غيره ، أو لا يقدر له مفعول ، لأن المراد مجرد نسبة الإشراك إليهم . { مَكانَكُم } اسم فعل بمعنى الزموا بوصل الهمزة وفتح الزاى ففيه ضمير مستتر وهو فاعله ، وقيل هو ظرف مكان ناب مناب الزموا فاستتر فيه ضمير الزموا ، أو الأصل الزموا مكانكم بنصبه على المفعولية ، فلما حذف عامله ناب عنه واستتر فيه ضمير ، ويجوز تقدير لازموا فى تلك الأوجه ، ويجوز كونه اسم فعل بمعنى قفوا ، أو ظرف نائب عن قفوا ، وفيه ضمير مستتر ، والفتح إعراب فى النيابة والظرفية ، وبناء فى كونه اسم فعل . { أنتُم } تذكيد للضمير المستتر { وشُركاؤكم } عطف على المستتر للفصل بأنتم ، وقرئ بالنصب على المعية ، والشركاء الأوثان ، وفى أمرهم بالوقوف تهديد لهم ، كأنه قيل مكانكم أنتم وشركاؤكم حتى تنظروا ما يفعل بكم ، ويجوز أن يكون أنتم مبتدأ ، والجزم محذوف ، أى أنتم وشركاؤكم مهانون أو مسئولون ، وقيل الشركاء الجن المعبودون ، والآدميون المعبودون كفرعون ، فأنتم أيضا تأكيد أو مبتدأ محذوف الخبر ، يقدر كما مر ، أو يقدر موبخون أو معذبون ، وقيل هم الملائكة والمسيح ومريم وعزير ونحوهم ، فعلى جعل أنتم مبتدأ يقدر الخبر مسئولون . { فزيَّلْنا بينَهم } فرقنا بينهم ، وقطعنا الوصل التى كانت بينهم ، وذلك على تناول الكفرة الاتصال بالأوثان ونحو الجن وفرعون ، والاجتماع بهم فى الدنيا ، أو تناولهم الاجتماع والاتصال المعنونيين بالملائكة وعيسى ونحوه ، أزال الله ذلك بإظهار الحق فى الآخرة ، فكانوا لا يتناولون ذلك فيها ، فذلك هو التزييل للاتصال الذى ادعوه بدون أن ترضى به الملائكة ونحو عيسى ، وبدون أن يتناولوا الاتصال بهؤلاء الكفرة ، وربما لم يعلموا بعبادتهم ، ويجوز أن يراد بالتزييل التفريق بعد الجمع فى المحشر ، أو تبرؤ المعبودين من العابدين وعبادتهم والتشديد للمبالغة من زال ظانه من معزة يزيله بفتح الياء الأولى وكسر الزاى ، أى أزاله منه ، وفرق بينهما ، وقرأت فرقة فزايلنا بينهم ، والماضى مستعمل فى معنى المضارع ، أو صور يوم القيامة ، كأنه قد وقع التزييل لتحقق وقوعه بعد لا محالة . { وقالَ شُرَكاؤهُم } إضافة الشركاء فى الموضعين ، إنما هى على زعمهم الفاسد ، كأنه قيل الذين هم شركاء الله فى زعمهم { ما كُنْتُم إيَّانا } مفعول قدم للفاصلة { تعْبدُونَ } شبه حال الشركاء بالنطق ، فأسند إليها القول ، كما تقول نطقت الحال بكذا ، وذلك فى الأوثان ، وقيل ينطقها الله لهم بذلك ليشتد خزيهم ، لأنهم يرجون شفاعتها ، واما إن كان الشركاء عقلاء فالقول حقيقة ، أما الجن وفرعون ونحوهم فينفون العبادة كذباً ، وأما الملائكة ونحو عيسى فينفونها ، لأنهم لم يدروا بها ، وإن دروا بها فمعنى نفيها إنما فعلتم من العبادة ليس عبادة لنا ، لأنا لم نأمركم به ، وإنما هو عبادة وطاعة للشياطين الذين أمروكم به وأهواءكم ، وأما نفى الأوثان إياها فلعدم علمها ، ولأنها لم تأمرهم فيكون ذلك طاعة لأمرها ، وذلك أن العبادة طاعة ، ويلقيهم الله مع الأوثان فى النار يعذبون بها أبدا ، ولا تتألم الأوثان .