Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 3-3)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ ربَّكُم اللهُ الذِى خَلقَ السَّماواتِ والأرْضَ فى ستَّةِ أيَّامٍ } أى فى مقدار ستة أيام من أيام الدنيا ، لا فى الستة حقيقة ، لأنه لا نهار ، ولا ليل ، ولا شمس ، ولا قمر حينئذ ، ومعنى ما ورد أن الله خلق يوم الأحد كذا ، ويوم الاثنين كذا ، أنه خلق ذلك فى أوقات تجئ الأيام إذا خلقت على مقدارها وترتيبها ، واشتهر أن بدء الخلق يوم الأحد ، وروى يوم السبت ، وعلة ذلك التراخى تعليم التأنى فى الأمور ، وقيل لا يوصل إلى علة ذلك كخلق الأجنة فى البطون ، وخلق الثمار ، وقيل المراد ستة أيام من أيام الآخرة . { ثمَّ اسْتَوى عَلى العَرْش } أى استولى عليه ، بأن أوجده بعد إيجاد السماوات والأرض ، وإن قلنا قبله ، فالترتيب ذكرى ، والتراخى باعتبار عظمة العرش عليهن أو بُعْده عنهن . { يُدبِّر الأمْرَ } أى يقدره فى الوجود على ما اقتضت حكمته ، وسبق به قضاؤه ، وينزله من العرش كمن ينظر فى أدبار الأمور لتجىء عاقبتها محمودة ، ويجوز أن يكون استواؤه على العرش كناية عن أنه مالك للأشياء ، متصرف بها بحكمة ، فيكون قوله { يدبر الأمر } بياناً له ، وأجاز بعض أن يكون الأمر بمعنى مقابل النهى ، وتدبيره إنفاذه . { مَا مِنْ } صلة للتأكيد { شَفيعٍ إلا مِنْ بَعْد إذْنه } رد على من أثبت شفاعة الأصنام ، كيف تشفع الأصنام التى هى لا فضيلة فيها من عقل أو عبادة أو غيرها ، عند من هو الحكيم بالحقيقة ، الذى من عظم شأنه خلق السماوات والأرض والعرش مع اتساعها ، وعدم خروج أمر من الأمور عن تدبيره . { ذَلكمُ } الموصوف بالخلق والاستواء والتدبير ، وقص الشفاعة على أهلها ، وهن صفات ألوهية وربوبية { الله ربكُم } بدل أو خبر ثان { فاعْبدُوه } أطيعوه ، أو وحدوه ، فإنه المستحق لذلك ، إذ لا يشاركه أحد فى صفة أو فعل أو ذات ، فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع { أفلا تَذَكَّرونَ } ولو أدنى تذكُّر ، فتعرفوا أنه المستحق للألوهية دون خلقه من ملك وإنسان وجماد .