Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-4)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إليْهِ } لا إلى غيره { مَرجِعُكم } أى رجوعكم بالبعث بعد الموت ، فاستعدوا له { جَميعاً } حال من المضاف إليه ، لأن المضاف صالح للعمل ، وهو مرجع لأنه مصدر ، ولو كان لا ينصب المفعول به لأنه ميمى . { وَعْدَ الله } مفعول مطلق لفعله المحذوف وجوبا ، مؤكدا للوعد الذى أفادته الجملة قبله ، نحو له على ألف اعترافاً { حَقاً } مفعول مطلق لفعله المحذوف ، مؤكد لما دل عليه وعد الله من الحقيقة ، ويقال الأول إنه مؤكد لنفسه ، لأن قوله { إليه مرجعكم } فهو نفس الوعد ، والثانى مؤكد لغيره ، فإن قوله { وعد الله } ليس نفس قوله { حقا } بل مستلزم له ، أو حقا حال من وعد الله ، وقال أبو الفتح نعت ، ووجهه عندى أن المنعوت ولو كان معرفة لفظا لكنه فى الحقيقة نكرة ، لأن الأصل وعد الله ذلك وعداً ، ولما حذف العامل أضيف المصدر إلى ما هو فاعله . { إنَّهُ } كالتعليل الجملى لقوله { إليه مرجعكم } فإنه إنما كان مرجع الجميع إليه ، لأنه المقصود من البدء ، والإعادة الجزاء ، أو ذلك قطع واستئناف ، ويدل للتعليل قراءة أبى جعفر ، والأعمش ، وابن مسعود بفتح الهمزة على التعليل اللفظى ، إلا من أدى ، أى لأنه يجوز أن يكون الفتح على أن المصدر من خبر إن مفعول لعاقل ، وعد الله المحذوف ، أى وعد الله وعد البدء ، والعامل حقا ، أى حق الله حقا البدء من حق المتعدى ، أو أحق الله بتعديته بالهمزة ، أو عن البدلية من وعد الله ، أو الفاعلية لناصب حقا ، أى حق حقا البدء من حق اللازم ، قيل أو الخبرية لمبتدأ ناصب لوعد الله ، أى وعد الله وعداً بإسكان العين البدء ، ويجوز نصبه بوعد الله إذا لم يوصف بحقا . وقرىء وعد الله بالفعل والفاعل ، فحقاً مفعول وعد ، والمصدر من خبر إن مفعول ، وقرأ ابن أبى عبلة برفع حق على الابتداء ، وفتح همزة إن عن الإخبار ، وكذا قيل ، والحق عندى العكس . { يَبْدأ } من البداءة ، وقرأ طلحة يُبدى بضم الباء وكسر الدال ، من أبدأ بهمزة أولا وآخراً { الخَلْق ثم يُعيدُه } أى يبعثه بعد بلاء { ليجْزىَ الَّذين آمنُوُا وعَملُوا الصَّالحات بالقِسْطِ } أى بعدله لا ينقص من أجورهم شيئاً ، أو بعدلهم فى أمورهم أو بإيمانهم ، فإنه العدل القويم ، كما أن الشرك ظلمٌ عظيم ، هو الأنسب لذكر الجزاء بالكفر فى قوله { والذين كَفرُوا } أى أشركوا { لَهم شَرابٌ } عظيم فى الشدة كما يدل عليه التنكير { مِنْ حَميمٍ } أى من ماء بلغ النهاية فى الحرارة ، إذ أدناه الكافرين من فيه سقطت فروة رأسه ، فعيل بمعنى فاعل ، وقيل بمعنى مفعول ، وأنه يقال حمه يحمه بمعنى سخنه . { وعَذابٌ أليمٌ بما كانُوا } أى بكونهم { يكْفرُونَ } أو بكفرهم الذى كانوا يكفرونه ، فإن المراد جزاؤهم بشركهم ، والأصل بما كانوا يظلمون ، وهو لظم الشرك ، ولكن عبر بيكفرون ، لأن الكلام قبل ذلك وبعده فى الاستدلال على التوحيد ، وإنكار الشرك ، بل الأصل أيضا ليجزى الذين كفروا بشراب من حميم ، وعذاب أليم ، بسبب كفرهم ، ليناسب قوله { ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط } ولكن عدل عن ذلك مبالغة فى استحقاق العقاب ، وتنبيها على أن المقصود بالذات من البدء والإعادة هو الإثابة ، وأما العقاب فعارض عن عدم الاتئمار والانتهاء ، وأنه يتولى إثابة المؤمنين بما يليق بلفظه وكرمه ، ولذا لم يعينه ، وأما عقاب الكفرة فكأنه داء ساقوه بكفرهم إلى أنفسهم فعينه .