Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 41-41)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فقال { يا صَاحِبَى السِّجن أمَّا أحدُكما } وهو صاحب شراب الملك { فَيسْقى ربَّه } سيده وهو الملك { خَمراً } كما كان يسقيه قبل الخمر وغيرها ، وخصها بالذكر لأنه رأى أنه يعصر خمراً ، يعنى أنه يعود بمنزلته كما كان ، وتحسن حاله مع الملك والقضبان الثلاثة ، ثلاثة أيام يبقى فى السجن فيها فيخرج ، وقيل إنه قال اتبعنا قيد الثلاثة ثلاثة أيام للبقاء ثم تخرج ، وأما ظل الشجرة وحسن ورقها فهو عملك الذى كنت عليه ، وحسن حالك عند الملك ، ويسأل عنك الملك فيردك إلى عملك وتعطيه الكأس فيأخذها ويشرب ، وقرأ عكرمة فيسقى ربه خمرا بالبناء للمفعول ورفع رب . { وأمَّا الآخرُ } وهو صاحب طعام الملك { فيُصْلب } على خشبة نخلة { فتأكُلُ الطَّير مِنْ رأسِهِ } والسلال الثلاث الآتى على رأسه ثلاثة أيام يمكثها فى السجن ، وأكل الطير الخبز منها أكلها من دماغه إذا خرج بعد الثلاثة وصلب ، وروى التنانير الثلاثة بدل السلال الثلاثة ، فصاح فقال ما رأيت شيئا أنما جئت لأجربك ، وروى أنهما قالا ما رأينا شيئا فقال { قُضى الأمر الَّى فِيه تَسْتفْتيان } صدقتما أو كذبتما ، وإنما وحد الأمر مع أنهما استفتياه فى أمرين ، لأن المراد حقيقة الأمر أو لأن المراد بالأمر ما اتهما به من سم الملك وسجنا من أجله ، بل الخباز قطع بأنه سمه ، وكأنهما استفتياه فى أمر السم عاقبتهما النجاة أو الهلاك ، وظاهر كلام كثير أن ذلك وقع فى الليلة الأولى من سجنهما ، ومكث بعدها ثلاثة فخرجا ، فصلب الخباز فكانت الطير تأكل من رأسه ، وأعيد الساقى على عمله مع الملك ، فلما رأى السجان صدق تعبيره أحبه وقال له أحبك كما مر . وقيل إن ذلك بعد أربع سنين من يوم سجنهم ، لما تمت أربع سنين أوحى الله سبحانه إلى جبريل يا جبريل انزل على عبدى يوسف بتعبير الرؤيا ، فإنى قد رحمت غربته ، واستجبت دعاءه ، فهبط فقال السلام عليك يا رأس الصديقين ، فقال وعليك السلام يا أمين رب العالمين ، فقال افتح فاك وخذ ما أتحفك به مولاك ، ففتح فاه فألقى فيه جبريل لؤلؤة صفراء ، ولما استقرت فى جوفه خرج من بين عينيه نور كالشمس ، فعلم تعبير الرؤيا كلها لوقته بلا دراسة ولا تعليم ، فازداد حبا فى أهل السجن ، وكان يعبر لهم ، وتكامل حبهم له ، فرأى الساقى رؤياه وقصها على الخباز ، فقال الخباز أما أنا فلم أر شيئا ، وسابتدع رؤياه ، فابتدع رؤياه المذكورة .