Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 66-66)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال لن أرْسِله معَكُم حتَّى تؤتُونِ } وأثبت ابن كثير الياء وصلا ووقفاً وأبى عمرو وصلا ، وحذفها الباقون فى الوصل والوقف { مُوْثقاً } عهدا { من الله } بأن تحلفوا به ، أو تشهدوه عليه ، وسمى الحلف به أو إشهادة موثقا لأنه تؤكد به اليهود وتعد . { لتأْتُنَّنِى به } جواب للقسم ، لأن الموثق قسم ، أى حتى تحلفوا بالله لتأتننى به وهو من الإتيان بمعنى المجئ ، والأول من الإتياء بمعنى حمل الشئ آتيا بهمزة التعدية ، ويعبر بالإعطاء . { إلاَّ أنْ يحاط بكُم } الإحاطة بشئ غالب لكم كسيل لايطاق ، وعدو لا يطاق ، وموتكم جميعا ، والاستثناء منقطع ، أى لكن الإحاطة بكم أمر تعذرون فيه ، وبكم نائب الفاعل ، ويجوز أن يكون متصلا مفرغا على أن معنى لتأتنى به مضمنا معنى النفى ، أى لا تمتنعون من الإتيان به على كل حال ، إلا حال الإحاطة ، فيقدر مضاف للإحاطة ، أولا تمتنعون من الإتيان به لعلة إلا للإحاطة بكم ، فيقدر حرف التعليل كما ضمن المثبت معنى المنفى فساغ التفريغ بعده فى قولهم أقسمت بالله إلا فعلت ، أى ما أطلب إلا فعلك ، أو الآية على القليل من التفريغ فى الإتيان ، وأصل لتأتننى لتأتوننى ، نقلت ضمة الياء لثقلها عليها إلى التاء المكسورة قبلها ، فالتقى ساكنان حذف الياء ، وحذفت نون الرفع لتوالى النونات ، فالتقى ساكنان ، حذفت الواو أو لما نقلت ضمة الياء قلبت واوا فحذفت الواو لسكون واو الجمع بعدها ، أو حذفت ضمتها فحذفت للساكن ، ثم ضمت التاء لواو الجمع . { فلمَّا آتوهُ مَوْثقَهُم قالَ اللّهُ عَلى ما نقُولُ } أنا وأنتم من طلب الموثق وإعطائه { وكيلٌ } حفيظ رقيب مطلع ، حلفوا له بالله لنأتينك به ، إلا إن أحاط بنا ما لا طاقة لنا به . وقال سعيد بن جبير سئل ابن عباس عن الموثق الذى طلبه يعقوب قال طلب منهم أن يحلفوا له بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين ، ألا يغدروا بأخيهم ففعلوا ، وفى رواية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لولده يا معشر ولدى إن خنتمونى فى ولدى بنيامين فأنتم برءاء من النبى الأمى الذى يكون فى آخر الزمان ، له أمة لهم صفوف فى الصلاة كصفوف الملائكة فى السماء ودوى فى الأسحار بشهادة أن لا إلا الله ، وهو صاحب التاج والقضيب ، والوجه الأقمر ، والجبين الأزهر ، والحوض المورود ، والمقام المحمود ، الذى يسمى محمد عليه السلام ، فانتم برءاء منه ، وهو معرض عنكم بوجهه يوم القيامة إن خنتم لى فى ولدى . قالوا نعم ، قال الله على ما نقول وكيل . فأرسله معهم ، وقال يا روبيل اكتب عنى إلى ملك مصر باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، من يعقوب إسرائيل الله ، ابن إسحاق ذبيح الله ، ابن إبراهيم خليل الله ، إلى ملك مصر أما بعد فإنك سألتنى على لسان أولادى ، عن سبب حزنى وشيبى ، وانحناء صلبى ، وذهاب بصرى ، فاعلم أن أولى الناس بذلك وأحقهم به ، أخوفهم من ربهم ، وأذكرهم لمعاده ، فأما كبرى قبل أوانه فمن خوف يوم القيامة ، وأما شيبى قبل أوانه فمن ذكر النار وشدة عذابها ، وأما انحناء ظهرى ، ووهن عظمى ، وذهاب بصرى ، فمن الحزن على قرة عينى يوسف ، ومواصلة بكائى عليه ، فإنه كان قرة عينى ، ونور بصرى وهو أنسى فى الخلوة ، ومرادى فى البلاء ، وقد أصبت فيه ، وفرق بينى وبينه فلا أدرى أحى هو فأرجع ، أم ميت فاحتسبه ، وإنا أهل بيت موكل بنا البلاء ، وما ذلك لهواننا على الله ، ولكن ليكمل أجرنا . وقد بلغنى اهتمامك بأمرى سؤالك عنى وعن حالى ، فالله يجزيك على ذلك وكفى به مجازيا ومثيبا . واعلم أنك لا تكرمنى بكرامة هى أعظم فى صدرى ، وأبلغ فى شكرى من أن تعجل على بتسريح ولدى ، وردهم على ، فتجدد بهم أنسى ، وتبسط بصرفهم نفسى ، وتزيل وحشتى ، وتكرم شيبتى ، فلو رأيت حالى لأبكاك وقد وجهتهم لك بالأمانة . والسلام عليك ورحمة الله وبركاته . وكتب رومل ذلك بإملاء يعقوب عليه السلام شيئا فشيئا ، وختم يعقوب الكتاب ، بما ذكر الله عز وجل عنه بقوله { وقالَ يَا بنىَّ لاتدْخُلوا … }