Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 87-87)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قالَ يعقوب { يا بنىَّ } الأصل يا بنين حذفت النون للإضافة لياء المتكلم ، وأدغمت فيها ياء الإعراب { اذْهبُوا فتحسَّسوا مِنْ يُوسفَ وأخِيهِ } بنيامين اطلبوا الخبر عنهما بالحساسة ، فمن بمعنى عن ويجوز كونها للابتداء ، فإن الخبر المسموع فى حقها آت من شأنهما ، وقرئ بالجيم وهو أيضا طلب الخير ، وإنما قرأ به من يقول إنه بالجيم وبالحاء سواء ، وقيل إنه بالجيم فى الشر وبالحاء المهملة فى الخير { ولا تيأسُوا مِنْ رُوحِ الله } لا تقنطوا من فرج الله سبحانه وتنفيسه ، وقرأ الحسن ، وقتادة من روح الله بضم الراء ، أى من رحمته التى تكون حياة للعباد { إنَّه لا ييْئسُ من رُوحِ اللّهِ إلاَّ القومُ الكافِرُونَ } بالتكذيب لله جل وعلا ، أو بجهله بالصفات ، فإن العارف لا يقنط من رحمته فى شئ من الأحوال ، وفى الآية عندى دليل على أن الإياس من رحمة الله فى الدنيا كبيرة ، كما أن الإياس من رحمة الآخرة كبيرة ، فإن الآية فى رحمة الدنيا وفَرَجها ، والمشهور فى كتب الفقه ، وعلى الألسنة أن الإياس من رحمة الآخرة كبيرة ، ومن رحمة الدنيا ليس كبيرة . وذكره الشيخ عمرو التلاتى فى شرح النونية وقد تابعتهم عليه فى بعض كتبى الفقهية قبل أن تظهر لى هذه الحجة ، ويبعد أن يكون قوله { ولا تيأسوا } إلى آخره كلاما مستقلا فى رحمة الآخرة . روى أن يعقوب أمر شمعون على أنه إن رجع مع إخوته أن يكتب إلى ملك مصر ، بسم الله الرحمن الرحيم ، من يعقوب الحزين إلى عزيز مصر ، ولو عرفت اسمك لذكرتك به ، يا من اعتز بعزه ، فإن الله يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، إنى أيها العزيز رجل قد اشمأز قلبى ، وقطع الحزن أوصالى ، وإنى ناه عن الأفراح ، دان إلى التراح ، دائم البكاء والصياح ، وأنا من نطف آباء كرام كيف يتوله منى اللصوص ، وأنا من الخصوص ، وقد أخبرت أنك وضعت الصاع فى الليل فى رحل ولدى الأصغر ، ذلك الهلال الأقمر ، واعلم أن حزنى على يوسف الفقيد دائم مسرمد ، وإن أفجعتنى فى الآخر فإن قلبى لا محالة طائر . وكتب إليه يوسف اصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا . وفى عرائس القرآن إن يعقوب كتب إلى يوسف من يعقوب إسرائيل الله ، ابن إسحاق ذبيح الله ، ابن إبراهيم خليل الله ، إلى عزيز مصر الطاهر العدل ، الموفى الكيل . أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء ، فأما جدى فابتلاه الله بنمرود فشدت يداه ورجلاه ورمى فى النار ، وأما أبى إسحاق فشدت يداه ورجلاه ، ووضع السكين على قفاه للذبح ، وأما أنا فكان لى ابن أحب أولادى إلىَّ ، فذهب به إخوته إلى البرية ، ثم أتونى بقميصة ملطخ بالدم ، وقالوا قد أكله الذئب ، فذهبت عيناى ، ثم كان لى ابن وكان أخاه من أمه ، وكنت أتسلى به ، ثم ذهبوا فرجعوا فقالوا إنه سرق ، وإنك حبسته ، وإنا أهل بيت لا نسرق ، فإن رددته إلىَّ وإلا دعوت عليك بدعوة تدرك السابع من ولدك ، وختم الكتاب ودفعه إليهم ، ووجههم به إلى مصر مع بضاعه مزجاة كما ذكر الله سبحانه وتعالى فى قوله { فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ … }