Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 29-29)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الذِينَ آمنُوا وعَملُوا الصَّالحات } الذين بدل كل من القلوب على حذف مضاف ، أى قلوب الذين آمنوا ، أو مبتدأ خبره جملة قوله { طُوبَى لهم } على أن طوبى مبتدأ ، ولهم خبره ، سواء جعلنا طوبى اسم ذات كالشجرة المخصوصة فى الجنة ، أو اسم معنى ، أى لهم الطيب ، أو طوبى مفعول مطلق نائب عن عامله ، فتكون اللام لتبيين الفاعل ، والأصل طابوا طيبا حذف العامل وهو طاب ، وجئ بطوبى بدل طيبا ، وجر الضمير العائد إلى ما عاد إليه الواو باللام وهو الهاء النائبة عن الواو وهذه الجملة ، أو ما ناب عنها من قوله { طوبى لهم } خبر الذين ، ولام التبيين متعلقة بمحذوف خبر لمحذوف ، أى ارادتى ثابتة لهم ، وطوبى مصدر سمعت به الذات الطيبة كالشجرة المذكورة ، أو الجنة ، أو مصدر باق كبشرى وزلفى ورجعى وألفه للتأنيث وواوه عن ياء ، لأنه من طاب يطيب طيبا قلبت واوا لانضمام ما قبلها ، وقرأ مكوزة الأعرابى طيبى لهم بكسر الطاء لتسلم الياء كما قيل جمع أبيض أو بيضاء بيض ، والأصل بوض كأحمر حمر . وقد اختلفوا فى معنى طوبى أخرج أحمد ، وابن حبان ، عن ابى سعيد الخدرى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " طوبى شجرة فى الجنة مسيرة مائة عام " وفى رواية عن ابى سعيد " يسير الراكب فى ظلها مائة سنة " وفى رواية اقرءوا إن شئتم { وظل ممدود } . وروى سهيل بن سعيد يسير الراكب فى ظلها مائة سنة ولا يقطعها ، وفى رواية يسير الراكب المجدُّ فى ظلها مائة سنة ، ولا يقطعها ، ذكر أبو نعيم الأصبهانى بسنده ، عن أبى سعيد ، " أن رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك . قال " طوبى لمن رآنى وآمن بى ، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بى ولم يرنى " فقال رجل ما طوبى يا رسول الله ؟ قال " شجرة فى الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " وفى رواية ، عن بعض الصحابة " أنها شجرة غرسها الله بيده " أبى بقدرته ونفخ فيها من روحه ، تنبت الحلى والحلل ، وأن أغصانها لترى من وراء سور الجنة . وعن أبى هريرة طوبى شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة سنة ، اقرءءوا إن شتئم { وظل ممدود } يقال لها تفتقى لعبدى عما يشاء فتتفتق له بفرس مسروجة بلجامها وهيئاتها كما يشاء وتتفتق له عن الراحلة برحلها وزمامها وهيئاتها كما يشاء . وعن الثياب ، عن كعب الأحبار والذى أنزل التوراة على موسى ، والفرقان على محمد ، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ، ثم دار بأصلها ما انتهى حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ، ونفخ فيها من روحه ، أى من الروح التى هى خلق له وملك ، وما فى الجنة نهر من ماء أو لبن أو عسل أو خمر ، إلا وهو يخرج من أصلها وأغصانها من وراء الجنة . وعن أبى أمامة ، وأبى هريرة ، وأبى الدرداء أن طوبى اسم شجرة فى الجنة تظلل الجنان جميعا ، قيل هى فى جنة عدن ، أصلها فى دار النبى صلى الله عليه وسلم ، وفى كل دار وغرفة غصن منها ، لم يخلق الله لونا أو زهرة إلا وهو فيها إلا السواد ، ولا تمرة أو لا فاكهة إلا وفيها منها ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل . قال مقاتل كل ورقة تظل أمة عليها ملك يسبح الله سبحانه وتعالى بأنواع التسبيح ، لو سار الراكب المجد مائة سنة ما قطع أصلها ، ولو طار غراب من أصلها لم يبلغ فرعها حتى يبيض شيبا ، يجتمع أهل الجنة فيها للتحدث . وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن جبير طوبى اسم الجنة بالهندية ، وعنه بالحبشية ، وكذا روى ابن ابى حاتم ، عن ابن عباس أنها بالحبشية وما تقدم انها شجرة فى الجنة هو الصحيح للأحاديث وهو رواية عن ابن عباس . وقال الجمهور إنها كلمة خير بالمعنى المصدرى كقولك هنيئا لك ، وسقيا لك ، وبشرى لك ، قال الضحاك معناه غبطة لهم ، وقال بعضهم طابت الحال لهم طيبا بقاء بلا فناء وعز بلا ذل ، وغنى بلا فقر ، وصحة بلا سقم ، وعن قتادة أصابوا خيرا طيبا حسنا ، وعن ابن عباس فرح وقرة عين لهم ، وعن عكرمة نعماء لهم . { وحُسنُ } بالرفع عطفا على طوبى برسم أن لفظ طوبى مبتدأ ، وقرأ بالنصب عطفا عليه على أنه مفعول مطلق { مَآبٍ } مرجع أى موضع يرجعون إليه وهو الجنة .