Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 46-46)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } أبوه { أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِى يَا إبْرَاهِيمُ } أتارك أنت عبادتها فتعيبها . والاستفهام توبيخ وإنكار وتعجيب ، يعنى أن آلهتى ما ينبغى أن ترغب عنها . وفى ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يلقى من مثل ذلك من كفار قومه . وشتان ما بين إبراهيم وأبيه فإن إبراهيم عليه السلام على الحق ، وقد تعطف وتلطف لأبيه ما تلوته عليك . وأما أبوه فقابله بالفظاظة وغلظة العناد ، فناداه باسمه ولم يقل يا ابنى أو يا بنىّ ، وأخره ، وقدم الرغبة اعتناء بعظم أمرها عنده . وراغب خبر ، وأنت مبتدأ ، وعن آلهتى متعلق برغبت محذوفا لا براغب ، لئلا يلزم الفصل بأَجنبى بين العامل والمعمول . والأجنبى هو أنت . قاله ابن هشام بمعناه . والظاهر عندى جواز هذا الفصل ، فيجوز تعليقه براغب . ويجوز كون راغب مبتدأ وأنت فاعل أَغنى عن الخبر . وعن متعلق براغب . واعتُرض بأن هذا الوصف كالفعل والضمير المرتفع بالفعل لا ينفصل بغير موجب . وأجاب ابن هشام بأنه لو لم ينفصل لاستتر فيُجهل المعنى ، بخلاف الفعل فإنه يبرز معه متصلا ، ولأن طلب الوصف لمعموله دون طلب الفعل لمعموله ، فاحتمل معه الفصل وبأن مرفوع الوصف سد مسد واجب الفصل وهو الخبر . { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ } عن سب آلهتنا والرغبة عنها . { لأَرْجُمَنَّكَ } قال الحسن بالحجارة . وعن فرقة لأقتلنك . والقولان قيل بمعنى . وعن ابن عباس لأضربنك . فلعله أراد الضرب بالحجارة . وعن الضحاك لأرجمنك بالقول القبيح . فالمراد الشتم . والظاهر عندى أن مراد الحسن الطرد بالحجارة ، ومراد الفرقة إثباته ورجمه حتى يموت كما نفعل نحن بالزانى المحصَن . وقيل المعنى لأبعدنك عنى . { وَاهْجُرْنِى } العطف على محذوف دل عليه الرجم ، أى فاحذرنى واهجرنى أى تباعد عنى قبل أن أقتلك ، أو أن أثقلك بالضرب حتى لا تستطيع النهوض . عن ابن عباس اعتزلنى سالما لا تصيبك منى معرة . قال الثعالبى إذا قلنا المعنى لأقتلنك فالمراد اهجرنى مع الانتهاء . { مَلِيّاً } دهراً طويلا من الملاوة بضم الميم وفتحها وكسرها ، وهى الحين . ومنه اللوان الليل والنهار ، أو هجرا مليا ، أى طويلا . وقيل اهجرنى مليّاً بالذهاب عنى . وقيل اهجرنى سالماً . ويجوز تقدير القول أى وقال اهجرنى . ويجوز العطف على القول قبله . فافهم .