Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 73-74)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } حال من الآيات أى واضحات الإعجاز أو ظاهرات الألفاظ والمعانى بنفسها وبتوضيح رسول الله صلى الله عليه وسلم والحال مؤكدة فإن آيات الله لا تكون إلا واضحة ومعجزة . والضمير المجرور بعلى عائد على المؤمنين والكافرين فقط . وعليه فقد أقيم الظاهر مقام المضمر فى قوله { قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا } قيل اللام للتبليغ أو للتعليل أو المعية . { أىُّ الْفَرِيقَيْنِ } المؤمنين والكافرين . { خَبْرٌ مَقَاماً } مكان القيام . وقرأ ابن كثير بضم الميم أى موضع إقامة ونزول . وكذا المراد فى قراءة الفتح . { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } بمعنى النادى ، وهو مجتمع القوم للتحدث . وذلك منهم افتخار بأن مقامنا وندّينا أحسن ، إذا سمعوا الآيات وعجزوا عن معارضتها وهم النضر بن الحارث وكفار قريش . وكانوا يرجلون شعورهم ويدهنونها ، ويلبسون أفخر ثيابهم ، والمسلمون فى خشونة عيش وملبس ، وفى شعث . أخذوا يفتخرن بذلك ، لقصور نظرهم ، وعدم علمهم إلا بظاهر من الحياة الدنيا . وردَّ عليهم بقوله { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أثَاثاً وَرِءْياً } كم مفعول لأهلكنا ، وهى للتكثير ولا شك أن { مِن قَرْن } بيان لِكَم فهو نعت لها مع قولهم إن كم الخبرية والاستفهامية لا تصفان ولا توصفان . ومع ردهما على من قال جملة { هم أحسن } نعت كم بأَن لا توصف . ولعل المراد أنها لا توصف بغير مِن البيانية ومجرورها . والظاهر منع الحالية ، حيث منعت الوصفية فإن الغالب أن حكمهما واحد ويضعف كون { مِن قَرن } بيان لضمير مقدر بعد أهلكنا أى أهلكناهم ، والجملة خبركم ، وكم مبتدأ . و { من قرن } حال من الضمير . وأما { هم أحسن } فالواضح أنه نعنت قرن ، باعتبار معناه ، باشتماله على أفراد . وكل أهل عصر قرن لمن بعده لأنهم يتقدمونهم . وأثاثاً تمييز نسبة ، بمعنى متاع البيت . وقيل المال العين والعروض والحيوان . وقيل اللباس . والرِّئْى - بكسر الراء وإسكان الهمزة بعدها ياء - هو من الرؤية ، وهو ما يُرى ، كالطُحن - بكسر فإسكان - لما يُطحن والمراد ما ينظر إليه لحُسنه . وقيل الأثاث ما هو جديد من متاع البيت والخُرْثى - بضم فإسكان - ما بُلى منه . وقيل الأثاث ما هو جديد من الفرش . والخرثى ما بلى منه . وذلك قراءة نافع . وقرأه ابن عامر ريا بكسر الراء وقلب الهمزة ياء وإدغامها . وقيل هذه قراءة نافع وأهل المدينة أيضا . ومعناها كمعنى القراءة الأولى . وقيل معناها كثرة النعم لكثرة الماء . وقرأ أبو بكر رِيئاً بكسر الراء بعدها ياء ساكنة وبعد الياء همزة ، على القلب ، كقولهم فى رأى راءَ . وقرئ ريا بكسر الراء بعدها ياء خفيفة ، أصلهُ رِئ براء مكسورة فياء ساكنة فهمزة ، فنقلت حركة الهمزة للياء فحذفت الهمزة . وقرأ ابن جبير وابن عباس ويزيد البربرى زِيا بزاى معجمة وياء مشددة من الزى وهو الجمع لأن الزى محاسن مجموعة . وقيل بمعنى الملبس .