Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 76-76)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَزِيدُ اللهُ } بنزول الآيات . { الَّذِينَ اهْتَدَوْا } آمنوا وأيقنوا . { هُدىً } إيمانا ويقينا وهو مفعول ثان ليزيد . والحق أن العطف على قوله { من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا } كأنه قال إنما يمد الكافر استدراجا لعذابه ، ويقصر حفظ المؤمن ويزيده إيمانا ، ليعوض له الخير العظيم . وقال الزمخشرى العطف على ليمدد له الرحمن لأنه فى معنى إسقاط اللام . ورفع الفعل لأن الشرط ماض . والعطف بالرفع دليل أن الجواب فى نية الرفع كذا يزيد . ويرتبط الكلام بتقدير ضمير ، كأنه قيل ويزيد الذين اهتدوا المقابلين لهم ، أعنى الممدود لهم هدى . { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } الطاعات كلها قولا وفعلا واعتقادا ، سميت لأن فائدتها تبقى أبدا . وقيل المراد خصوص الصلوات الخمس . " وقيل سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى الدرداء خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يحال بينك وبينهن ، فهن الباقيات الصالحات ، وهن من كنوز الجنة " . وقال صلى الله عليه وسلم " خذوا جُنَّتَكم . قالوا يا رسول الله أمِن عدوٍّ حضر ؟ قال من النار . قالوا ما هى يا رسول الله ؟ قال سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " وإذا ذكر أبو الدرداء هذا الحديث قال لأهللن ، ولأكبرن الله ، ولأسبّحنه حتى إذا رآنى الجاهل ظننى مجنونا . { خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً } مما متع به الكفرة لفنائه ، وتعقب الحسرة له ، وما عند ربك باق . { وَخَيْرٌ مَرَدّاً } مرجعا وعاقبة ، أو منفعة ، كقولك ليس لهذا الأمر مَرَدٌّ تعنى منفعة . وهل يرد بكائى زيدا ، يعنى هل ينفعه . وهاتان الخيريتان فى مقابلة قولهم { أى الفريقين خير } أيضا . وإن قلت كيف قال { من هو شر مكانا وأضعف جندا } كأن للمؤمنين أيضا نصيبا من الشر والضعف ؟ قلت هما اسما تفضيل خارجان عن التفضيل ، أو باقيان عليه ، لكن على أن المقابل ليس المؤمنين كأنه قال سيعلمون مَن هو غاية فى الشر والضعف ، حتى فاق فيهما غيره على الإطلاق ، أو على المجاراة لقولهم فإنهم يقولون إن المؤمن فى ضعف وشر . فقال له إنهم على ما هم من الشر والضعف الدنيويين أنتم شر وأضعف منهم ، باعتبار ما لكم فى الآخرة . وإن قلت فكيف قال " خير عندك ربك ثوابا " كأن للكافرين ثوابا ففضل عليه ثواب المؤمن ؟ المعنى إن ثواب المؤمن خير مما متع به الكافر ، أو أراد أن النار ثواب الكافر كما يقول { فبشرهم بعذاب } ولكن هذا نوع من التهكم ، وهو أغيظ للهدَّد . وليس المعنى أن المؤمن أَبلغ فى ثوابه من الكافر فى عاقبه كما آل إليه كلام القاضى تبعا للزمخشرى . ولو صح هذا المعنى فى قولك العسل أحلى من الخل والصيف أحرّ من الشتاء ، أى العسل أبلغ فى حلاوته من الخل فى حموضته ، والصيف فى حره أبلغ من الشتاء فى برده ، إلا أن بيَّنَا هذا المعنى على معنى التهكم المذكور .